الإمارات وماليزيا.. علاقات تاريخية وتعاون استراتيجي

الإفتتاحية

الإمارات وماليزيا.. علاقات تاريخية وتعاون استراتيجي

 

برؤية متقدمة واستراتيجيات فاعلة تعزز دولة الإمارات علاقاتها البناءة مع محيطها الإقليمي والدولي دون أن يكون للمسافات أو البعد الجغرافي أي تأثير على استدامة جسور التواصل ومضاعفة التعاون في كافة المجالات والانتقال الدائم بالعلاقات نحو محطات أرحب بما يصب في خدمة جميع الأطراف وتحقيق المصالح المشتركة، وبفضل نهجها الراسخ وسياستها الحكيمة تتعاظم مكانة الإمارات العالمية كوجهة رئيسية وشريكاً استراتيجياً لجميع الدول التي تشاركنا التوجهات والمواقف نحو عالم أكثر استقراراً وأمناً وتقدماً وتنميةً، وتشكل العلاقات التاريخية بين دولتي الإمارات وماليزيا نموذجاً مشرفاً للعمل المشترك والتنسيق الواجب والتعاون المتنامي بين الدول الصديقة.. والتمرين العسكري المشترك “نمر الصحراء6” بين القوات البرية الإماراتية والقوات البرية الماليزية والذي نُفذ على أرض الدولة وشهد ختامه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله ورعاه”، وصاحب الجلالة السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملك ماليزيا.. يؤكد متانة العلاقات ووحدة الرؤى بين البلدين الصديقين.

التمرين العسكري المشترك تجسيد للتعاون الكبير والواعد بين الدولتين، ويعكس توجهاً حضارياً بارزاً في مسار العلاقات التاريخية وما تقوم عليه من تعاون مشترك في مختلف القطاعات وما تتسم به من حرص متبادل على مواصلة دعمها والارتقاء بها، ويشكل فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز العمل العسكري القائم على روح الفريق الواحد ورفع مستوى الأداء والكفاءة القتالية وذلك ضمن التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات لاستدامة حماية المصالح الوطنية داخل وخارج حدود الدولة ومواصلة العمل المستمر مع الحلفاء الاستراتيجيين، وهو موضع فخر واعتزاز تشاركنا به دولة ماليزيا الصديقة من خلال تأكيدها على أهمية التمارين التي تقوم بها قوات الدولتين.

دولة الإمارات تثبت دائماً رؤية ثاقبة لحجم الأحداث المتسارعة والتحديات التي يشهدها العالم في العصر الحالي، وتبين مدى أهمية استثمار علاقات التعاون الدولي بين الأصدقاء والحلفاء لتعزيز الجهود الهادفة للتعامل معها من منطلق الشراكة والتكاتف لتحقيق التطلعات نحو عالم أكثر استقراراً وأمناً، وتؤكد من خلال التمارين المشتركة مكانتها على الساحة الدولية كشريك استراتيجي رئيسي لما تتميز به من رؤى سديدة وعزيمة لا تلين وتطلعات بعيدة تعكس حرصاً تاماً على مواصلة توسيع وتعزيز العمل الهادف والمثمر انطلاقاً من توجهاتها الراسخة والداعمة لتوحيد الصفوف ومضاعفة الجهود بين مختلف أقطاب المجتمع الدولي لضمان تحقيق نتائج تكون على قدر الطموحات المشروعة في الأمن والاستقرار والتنمية.


تعليقات الموقع