يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي احتراماً وتقديراً لدورها في المجتمع وإنجازاتها في مختلف المجالات

المرأة وتعزيز الاستدامة

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية

 

المرأة وتعزيز الاستدامة

 

 

 

 

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام بيوم المرأة العالمي، وذلك احترامًا للمرأة، وتقديرًا لدورها في المجتمع وإنجازاتها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. وقد أثبتت المرأة قدرتها على المساهمة بفعّالية إلى جانب الرجل في مسيرة التنمية التي شهدتها الكثير من المجتمعات والدول حول العالم، بما فيها مجال حماية البيئة وتعزيز الاستدامة. ولطالما كانت المرأة تقليديًا هي الراعية لأسرتها ومجتمعاتها وبيئتها، وهي تلعب دورًا حيويًا في جهود حفظ وإدارة الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة.

فالنساء،أولًا، وقبل كل شيء، هن نصف المجتمع، وشقائق الرجال وشريكاتهم، في بناء المجتمعات والدول. ولطالما كانت المرأة عنصرًا مهمًا وأحيانًا حاسمًا في نهوض الدول. والأمثلة على ذلك من التاريخ عديدة. وقد نما دور المرأة بشكل كبير في العقود الأخيرة بعد أن أدرك العالم أهميتها ليس فقط في تربية الأجيال وإنما أيضًا في صعود الأمم.

ثانيًا، النساء منتجات رئيسيات للغذاء، ويعملن في العديد من الدول في الزراعة، وهن مسؤولات في الكثير من الأحيان عن توفير الغذاء والماء لأُسَرِهن، بينما يشاركن في تنويع المحاصيل، وتعزيز الإيكولوجيا الزراعية، التي تركز على ممارسات الزراعة المستدامة، ويشاركن في حماية الغابات واستعادتها.وقد خطت دولة الإمارات خطوات كبيرة في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، وتشارك المرأة بنشاط في هذه الجهود، حيث تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الممارسات الزراعية التي تتوافق مع البيئة.

ثالثًا، غالبًا ما تكون المرأة هي المستخدم الأساسي للطاقة المنزلية، وتشارك في تعزيز حلول الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وفي الإمارات تشارك المرأة الإماراتية في معهد “مصدر” للعلوم والتكنولوجيا، الذي يركز على البحث والتطوير في مجال الطاقة المتجددة.وقد استضافت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، في يناير الماضي الملتقى السنوي لمنصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، بمشاركة أكثر من 120 متحدثًا؛ بهدف بحث سبل تمكين المرأة من قيادة جهود التكيف المناخي.

رابعًا، للمرأة دور في إدارة النفايات المنزلية وغالبًا ما يطورن حلولًا مبتكرة للحد من النفايات وإعادة التدوير. وقد أقامت الجمعيات النسائية برامج لجمع النفايات وإعادة تدويرها تساهم في الحفاظ على البيئة. وفي الإمارات تشارك المرأة في مبادرات إدارة النفايات، مثل برامج إعادة التدوير وحملات الحد من النفايات. كما يشاركن في تعزيز الممارسات المستدامة في المنازل والشركات والمجتمعات.

خامسًا،للمرة دور أساسي في مجال التثقيف والتوعية، حيث تلعب النساء دورًا حيويًا في تثقيف أسرهن ومجتمعاتهن حول الممارسات المستدامة والحفاظ على البيئة وتغير المناخ. وقد أطلقت المجموعات النسائية حملات وبرامج تعزز الوعي والتثقيف حول القضايا البيئية.

مما سبق يتضح إذن أن دور المرأة في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة أمر بالغ الأهمية؛ فمعرفة المرأة ومهاراتها وقيادتها ضرورية لنجاح جهود التنمية المستدامة في أي مجتمع. وتشارك المرأة الإماراتية بنشاط في الجهود الوطنية لحفظ البيئة وتعزيز التنمية المستدامة عبر مبادرات متنوعة. وقد أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي والاتحاد النسائي العام ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالتزامن مع جهود الدولة واستعداداتها لاستضافة “كوب 28″، مبادرة “التغير المناخي والمساواة بين الجنسين”، وأكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في هذه المناسبة أن الإمارات تحرص على دعم الجهود العالمية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وتدرك أهمية إشراك المرأة للمساهمة بفاعلية في دعم الجهود الوطنية للوصول إلى حلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، وإشراكها كطرف فاعل في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي عالميًا. فتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين أمران أساسيان لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.

 


تعليقات الموقع