فلسفة عمل حكومة دولة الإمارات على مر السنين أثبتت جدواها ونجاحها في تحقيق الانجازات والحفاظ على المكتسبات ومثلت نموذجاً يتم تناقله واستنساخه

كي نفهم فلسفة عمل الإمارات

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي : كاتب إماراتي

 

كي نفهم فلسفة عمل الإمارات

 

 

 

 

تفاجأ البعض عن تبكير دولة الإمارات استعداداتها لتنظيم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28). حيث تم تنظيم فعالية “الطريق إلى COP 28” وذلك يوم الأربعاء الموافق 16 مارس الحالي، كما تفاجئوا أكثر في حجم الفعالية التي حضرها 3000 شخص أغلبهم يمثلون شريحة الشباب والأطفال وأن الحدث نال اهتماماً من المسؤولين الإماراتيين، باختصار أن هناك حرصاً كبيراً لهذه الفعالية العالمية المقرر عقدها في 30 نوفمبر 2023.

في البداية، من المهم الإشارة إلى نقطتين مهمتين فيما يخص الاستعدادات المبكرة لتنظيم هذا المؤتمر العالمي وهما. النقطة الأولى: أن الاستعدادات الإماراتية المبكرة هو عرف في العمل الحكومي في هذه الدولة حيث يقوم العمل على عدم ترك الأشياء تحدث بالصدفة إذ لا بد من التخطيط لها وهذا الترتيب والإعداد المبكر ليس فقط حفاظاً على مكانة الإمارات العالمية في شأن تنظيم الفعاليات الضخمة والكبيرة التي باتت جزء من القوة الناعمة لها، وإنما إيماناً المسئولين في الدولة بأن قضية المناخ تحتاج إلى اهتمام دولي وتكاتف لمعالجة هذا التحدي لتقليل تداعياته وأثراه السلبية على كوكبنا.

النقطة الثانية كانت لافتة في هذه الفعالية: هو التركيز على التوعية المجتمعية والرهان على شريحة الشباب وجيل الأطفال في مواجهة هذا التحدي؛ وهو مؤشر على طريقة التفكير المستقبلي لدولة الإمارات حيث ستظل هاتين الشريحتين هما الضمان الحقيقي لتطبيق أي مبادرة جديدة في الدولة كما حصل في بدايات الاتحاد بأن الرهان كان على الشباب في الوصول لما نراه اليوم من إنجازات تنموية وعلمية، كما أن استمرارية المبادرة تعتمد على هذه الشريحة لأنها تمثل النسبة الأكبر في المجتمع فهي الخط الأول للدفاع عن أي فكرة جديدة في دولة الإمارات والعالم.

النقطتان تعبران عن فلسفة عمل حكومة دولة الإمارات على مر السنين. وهي فلسفة أثبتت جدواها ونجاحها في تحقيق الانجازات والحفاظ على المكتسبات، بل إنها مثلت نموذج يتم تناقله واستنساخه من قبل الساعين لتحقيق مؤشرات تنموية حقيقية تخدم شعوبها. كما النقطتين أيضاً تمثلان خصوصية إماراتية في احترام حالة الثقة التي يراهن عليها المجتمع الدولي من تنظيم دولة الإمارات للمؤتمر العالمي.

في الحقيقة، بالنظر إلى تحديات التي يواجهها المناخ في العالم والتي هي معظمها نتيجة لسلوكيات البشر في العالم، فإن المعالجة العملية ينبغي أن تبدأ من خلال توعية أفراد المجتمع بمخاطر الاستمرار في نفس النمط من الحياة اليومية، وهذا ما بدأته دولة الإمارات في استعدادها لتنظيم المؤتمر الدولي للمناخ بعد 9 أشهر من الآن، بل إنها تُعد نفسها لتبدأ بإجراءات التقليل من استخدامات لأدوات تؤذي البيئة، لذلك فإن المنطلقات الإماراتية ناتجة من دولة تشعر بمسئولياتها تجاه العالم وتجاه سعادة الإنسان.

ينبغي ألا يكون مستغرباً بما تفعله دولة الإمارات من أعمال غير نمطية وعلى خلاف الروتين الحكومي لسبب بسيط جداً وهو: أننا أمام دولة تؤمن بالعمل القائم على التخطيط والمنظم ليخرج بما يتناسب وحجم طموحها وكذلك حجم التوقعات المبنية على الدور المنتظر منها، لأنه لولا ذلك ما رأينا كل تلك الإنجازات العالمية التي يتحدث الجميع عنها.

 


تعليقات الموقع