الدكتورة غريس نعمة استشارية أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمستشفى مركز كليمنصو بدبي لـ “الوطن”:القوة والأمل عند الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم أفضل ما رأيته على الإطلاق ونجاحنا في إحداث تغيير إيجابي مكافأتنا النهائية

الإمارات الرئيسية
الدكتورة غريس نعمة استشارية أمراض الدم والأورام لدى الأطفال بمستشفى مركز كليمنصو بدبي لـ “الوطن”:القوة والأمل عند الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم أفضل ما رأيته على الإطلاق ونجاحنا في إحداث تغيير إيجابي مكافأتنا النهائية

 

 

 

حوار – مريم خير:

يمكن أن تصيب الأمراض التي تؤثر على الدم والسرطان الأطفال على نحو خاص، وهي تشكل مجموعة واسعة من الحالات المرضية التي تؤثر على الخلايا الدموية والأنسجة المرتبطة بها، وتشمل أمراض الدم التي تصيب الأطفال فقر الدم الوراثي، وانخفاض عدد الصفائح الدموية، وأنواع مختلفة من سرطان الدم كاللوكيميا والليمفوما. أما بالنسبة للسرطان، فإنه يشمل مجموعة واسعة من الأورام التي تصيب الأطفال، بما في ذلك: سرطان الدماغ، وسرطان العظام، وسرطان الأطفال الذي يصيب الجهاز اللمفاوي. وتعتمد الأعراض والعلاجات الممكنة على نوع السرطان ومرحلته ومكان انتشاره في الجسم.

يعتمد العلاج الذي يتم تقديمه لهذه الحالات على نوع المرض ومرحلته وحالة الطفل العامة، وقد يشمل العلاج زراعة الخلايا الجذعية، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والجراحة وغيرها. ويكون العلاج الناجح هو الذي يتماشى مع الحالة الصحية للطفل ويساعده على العيش بشكل طبيعي في وقت وجيز.

وفي سياق التعرف على أمراض الدم والأورام لدى الأطفال والتوعية بأعراضها وطرق علاجها، تواصلنا في جريدة الوطن مع الدكتورة غريس نعمة، استشارية أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، في مستشفى مركز كليمنصو بدبي، لنطلع أكثر على أمراض الدم والأورام  لدى الأطفال بالأخص، وعلى تحدياتها وطرق علاجها.

الدكتورة غريس نعمة حصلت على شهادتها في الطب من الجامعة اللبنانية في يوليو 2012، ثم أكملت تدريبها في الولايات المتحدة، حيث أكملت إقامتها في طب الأطفال في جامعة كنساس في ويتشيتا، كانساس.

وتابعت كذلك زمالة أمراض الدم في أورام الأطفال في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن تكساس، حيث تخرجت في يونيو 2019.

ولدى الدكتورة غريس نعمة تدريب ممتاز لرعاية الأطفال حتى سن 18 عامًا، بما في ذلك زيارات الأطفال السليمة والتطعيمات ورعاية المراهقين. لديها أيضًا خبرة في علاج المصابين بالسرطان وأمراض الدم، ولديها اهتمام خاص بسرطان العظام، والذي كان محور أبحاثها خلال فترة الزمالة في إم دي أندرسون خلال فترة تدريبها.

وتمتلك الدكتورة غريس نعمة شخصية حانية للغاية، وتعتقد أنه لا ينبغي للأطفال أن يعانوا وتقول أن القوة والأمل اللذين تراهما عند الأطفال المصابين بالسرطان وعائلاتهم هما أفضل ما يمكن رأيته على الإطلاق، والفرصة لإحداث تغيير في حياتهم هي المكافأة النهائية.

 

مرحبا دكتورة غريس، هل لك أن تطلعينا أكثر على أنواع أمراض الدم والأورام لدى الأطفال؟

مرحبا بكم وبقراء جريدة الوطن الموقرين، أمراض الدم والأورام لدى الأطفال متعددة جداً ويمكن أن نذكر منها: فقر الدم بسبب نقص الحديد، أنيميا الفول أو التفول، داء الدم المنجلي، الثلاسيميا، وأورام الدم مثل اللوكيميا، وأمراض الغدد اللمفاوية (الليمفوما)، والأورام الدماغية والأورام الصلبة.

 

ما هي أعراض المرض؟

تتجلى أعراض المرض بالإجمال في: شحوب الوجه، الإحساس بالتعب أو الكسل، أوجاع بالمفاصل والعظام، أوجاع البطن المزمنة، أوجاع الرأس، نزول الوزن وتراجع النمو الذهني.

 

ما هي طرق العلاج المتوفرة لأمراض الدم والأورام ؟

تتنوع طرق علاج أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، ويمكن حصرها في العلاج الكميائي أو التدخل الجراحي أو الأشعة، وتشمل كذلك علاجات مستجدة ومتطورة كالعلاجات المناعية، والعلاجات المستهدفة للمرض، وهي متاحة لكل من أمراض الدم والأورام.

ويعالج فقر الدم عن طريق نقل الدم، أو الخضوع لعلاج نقص الحديد، بينما يمكن معالجة داء الدم المنجلي، بالعلاجات المستجدة مثل الهيدروكسي يوريا والعلاجات المستهدفة للمرض.

 

 

 

 

 

 

ما هي الحالات التي يتم علاجها في مستشفى مركز كليمنصو دبي ؟

في مستشفى مركز كليمنصو دبي، نقوم بعلاج الأورام الحميدة والسرطانية، ومنها: الأمراض الدماغية، وأمراض الريتنوبلاستوما، واللوكيميا والليمفوما، وكذلك أمراض الدم الوراثية ومنها داء الدم المنجلي والثلاسيميا.

 

هل للتطعيمات دور في الوقاية من أمراض الدم والسرطان لدى الأطفال ؟

نعم، من المؤكد أن للتطعيمات دور مهم في الوقاية من أمراض الدم والسرطان لدى الأطفال، ومن أهم هذه التطعيمات لقاح فيروس الورم الحليمي البشري “HPV” والذي يمنع سرطان عنق الرحم، والذي يقدم لجميع الأطفال ذكوراً وإناثاً، ابتداءً من سن التسع سنوات، وهو ما ساعد طوال الخمسة عشر سنة الماضية على تقليص الإصابات بسرطان عنق الرحم.

 

هل هناك علاقة وراثية بالإصابة بأمراض الدم والأورام لدى الأطفال ؟

ليس بالضرورة أن تكون أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في معظمها وراثية، عل سبيل المثال نذكر اللوكيميا، أو الأورام الدماغية، بينما يتبين أن الإصابة بورم الريتنوبلاستوما يمكن أن يتربط بتاريخ وراثي عائلي.

 

كيف يمكن الكشف عن المرض مبكراً ؟

من الضروري حتماً  أن يعرض الطفل على الطبيب المختص من قبل الوالدين، عند ملاحظة أي من الأعراض المذكورة سلفاً، حتى تتم عملية الكشف عن المرض في مراحل مبكرة واتخاذ الإجراءات المناسبة فيما يخص خطة العلاج.

 

هل تختلف طرق العلاج بين الأطفال والمراهقين ؟

تختلف الخطط العلاجية باختلاف أنواع الأورام بين الأطفال والمراهقين وأعمارهم، فعلى سبيل المثال عندما يشخص الطفل بمرض اللوكيميا في عمرٍ أقل من عشر سنوات، يكون العلاج مختلفاً عن الطفل الذي اجتاز العشر سنوات، حيث يكون المرض أكثر شراسة عند المراهقين.

 

هل يمكن أن نتجنب المرض من الأصل؟ وكيف ؟

لا تزال إمكانية تجنب أمراض الدم والأورام غير معروفة، بما أن سببها غير معروف. لكن تظل إمكانية تجنب الأورام الخبيثة متاحة، وذلك باتباع نظام عيش صحي، وبممارسة الرياضة، وتتبع نظام أكل صحي متنوع ومنتظم يشمل الخضار والفواكه، كما تجب المواظبة على شرب المياه بانتظام، والتعرض لأشعة الشمس، لتجنب شتى أنواع الأمراض، وبالأخص أمراض السرطان، كما أن لتطعيم “HPV” دور مهم في الوقاية من سرطان عنق الرحم كما ذكرت سابقاً.

 

كيف يمكن للأسرة رعاية الطفل أو المراهق المريض وما مدى أهمية ذلك؟

عندما يصاب الطفل أو المراهق بمرض من أمراض الدم والأورام، فمن المؤكد أن يؤثر هذا على سيرورة حياة الأسرة بأكملها، ويصبح محط اهتمامها الأكبر حيث يتطلب الأمر عناية أفراد الأسرة الدائمة والمكثفة، بل ويمكن أن يؤثر على جوانب عديدة من حياة الأسرة، كتغيير مقر الإقامة أو العمل لتوفير الدعم المطلوب للطفل المصاب. كما أن للدعم العائلي الذي يتمثل في العائلة الكبيرة خارج نطاق الأسرة الصغيرة، دور مهم وحيوي في جعل الأسرة أكثر تماسكا وقوة خلال فترة العلاج. ولاشك أن للدعم النفسي أثراً إجابياً أيضاً بحيث يجب أن لا يتردد أفراد الأسرة في استشارة الطب النفسي للمساعدة.