التكاتف لإنقاذ الكوكب

الإفتتاحية

التكاتف لإنقاذ الكوكب

 

بتوجيهات القيادة الرشيدة وانطلاقاً من نظرتها الثاقبة والمسؤولية العالمية التي تحملها بكل شجاعة، تضاعف دولة الإمارات جهودها ودورها المحوري استعداداً لمؤتمر الأطراف “كوب28” الذي تحتضنه وتترأسه نهاية العام الحالي، وتشدد على الأولويات الواجبة الإتباع على امتداد الساحة الدولية ومنها ضرورة الالتزام بالتعهدات والانتقال الفوري إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، وخلال ذلك تقوم بتقديم نموذج حضاري يقتدى عبر ما تنتهجه من استراتيجيات ومشاريع تعكس قدرتها الفريدة على قيادة التحولات في القطاعات ذات الصلة، وتبيان أهمية الارتقاء بمستوى التعاون وتوسيع الشراكات لتحقيق المستهدفات التي تضمن إنقاذ الكوكب والوصول بالجميع إلى المستقبل المستدام وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وهي أهداف كبرى تتطلب تعزيز الاستثمارات ذات الصلة وخاصة في قطاع الطاقة وتسريع إنتاجها من مصادر بديلة ومتجددة كما أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف  “كوب28″، خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين المعني بالاستدامة المناخية في مدينة تشيناي الهندية، حيث أن التداعيات الناتجة عن المناخ كارثية وفق كافة المؤشرات لما تسببه من فقدان للتنوع البيولوجي وتراجع جودة الأراضي الزراعية ومستوى الأمن الغذائي، وهو يبين أهمية تصحيح مسارات العمل بأسرع وقت ممكن لكون العالم لا يزال بعيداً عن الاتجاه الصحيح حالياً، كما أن تسجيل أكبر ارتفاع لدرجات حرارة في التاريخ خلال الشهر الجاري يحتم ضرورة تحقيق تقدم ملموس وفاعل في العمل المناخي.

لا شك أن جميع دول العالم بدون استثناء معنية بالعمل المناخي، لكن المؤكد أيضاً أن دول مجموعة العشرين التي تشكل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومسؤولة عن 80% من الانبعاثات عليها استحقاقات مضاعفة وينبغي أن تقوم بتسريع جهودها لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة إلى 3 أضعاف بحلول العام 2030 والارتقاء بالتنسيق المشترك لأعلى مستوى، بالإضافة إلى التركيز على جهود التكيف من خلال معايير وأهداف شديدة الوضوح مثل “دعم التنوع البيولوجي، واستعادة الأراضي الزراعية، والحفاظ على الغابات، وحماية السواحل وإنهاء الجوع، والحفاظ على البشر وسُبل العيش” وهي أولويات تمس حياة المجتمعات وأفرادها بشكل مباشر ويشكل ما سيتم تحقيقه من نتائج فيها خلال الفترة المقبلة مؤشراً على مدى التقدم المنجز من عدمه.

ما تقوم به الإمارات من جهود رائدة على مستوى العمل المناخي الواجب وما يتسم به نهجها من وضوح وتركيز وتأكيدها لأهمية التعاون العالمي وتسريع الخطى وتناولها لكافة القضايا بكل بشفافية.. يعكس حجم المسؤولية التي تؤديها بكل عزيمة والتزام انطلاقاً من الثقة العالمية التي تحوزها لتأثيرها الإيجابي والمنتج، ولذلك فهي تقرع جرس الإنذار دائماً تجاه آثار التغير المناخي وما يسببه من انعكاسات سلبية على حياة الملايين حول العالم والتي تستدعي تغليب روحية العمل المشترك لأن الجميع يخوض استحقاقاً مصيرياً لحاضر ومستقبل البشرية.


تعليقات الموقع