حاضنة التراث الثقافي

الإفتتاحية

 

أبوظبي من أكثر مدن العالم تقدماً واستباقاً للمستقبل، وفي الوقت ذاته تتميز بأنها حاضنة للإرث الثقافي وحريصة على استدامته وتعريف الأجيال به والحفاظ عليه بوصفه أحد صور هويتها الحضارية التي تعكس عمق ارتباط مجتمعها بالجذور وما تمثله الأصالة فيها من نهج راسخ في مسيرتها، ولذلك تحرص على إيلاء الفعاليات الثقافية والفكرية والأدبية جانباً كبيراً من الاهتمام على مدار العام عبر ما تنظمه من مهرجانات هادفة تحظى بمواكبة عالمية لأهميتها ولكونها تقدم فرصة متكاملة للمهتمين بالفنون العريقة وإثراء تطلعات جمهورها الكبير، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تشكل فعاليات وأمسيات “مهرجان أبوظبي للشعر” المرتقبة بين 12 و15 أكتوبر الجاري التي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بالتعاون مع نادي تراث الإمارات، بمشاركة أكثر من 1000 شاعر وشاعرة ونخبة من المثقفين والأدباء والباحثين والإعلاميين المعنيين بالشعر من مختلف دول العالم.. محطة تعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالثقافة والأعمال الفكرية والأدبية وحرصها على تقديم كل الدعم والمواكبة اللازمين لحفظ التراث الثقافي المعنوي ونشره وبحث واقعه وتحدياته وآماله ومستقبله وتسليط الضوء على المبدعين وتجاربهم وإنتاجهم الفكري.
الحرص على الآداب من صور تقدم الأمم ورقيها، كما أن الاهتمام بها وتوثيقها وصونها يبين أهمية التوجه لتنمية الحس الأدبي والعمل على زيادة الوعي الفكري وخاصة في مجال الشعر لكونه أحد أبرز أنواع الأدب في تاريخ العالم العربي ويحافظ على مكانته في كافة المجتمعات ويحظى بإقبال شديد من مختلف الشرائح العمرية وخاصة لكون اللغة العربية الغنية بكلماتها وصورها الجمالية تعطيه بعداً مضاعفاً، وكم من أخبار التاريخ كان الشعراء يوثقونها بقصائدهم وإبداعاتهم وهو ما يزال حاضراً حتى يومنا هذا، ولذلك يبدو جلياً أهمية كل جهد في سبيل تنمية الموروث الأدبي والثقافي وتأمين الفرص لتعريف جميع المتابعين والمهتمين بالتجارب والمساعي وحركة التطوير وكل ما يتعلق بالثقافة وهو ما تعمل عليه الإمارات من خلال نشاطات تستقطب الملايين سواء بالحضور المباشر أو زيارة الفعاليات أو متابعتها من داخل وخارج الوطن عبر الوسائل والتقنيات الحديثة.
“مهرجان أبوظبي للشعر” والكثير من الفعاليات المشابهة تمثل منصات ثرية جداً وترسم آفاقاً كثيرة من خلال الجلسات والمشاركات والنقاشات التي تشهدها، وفرصة للتعريف بجهود الكبار في عالم الأدب والثقافة، وذلك انطلاقاً من توجهات أصيلة تحرص عليها أبوظبي وجميع إمارات الدولة لتشكل رافداً غزيراً بالمساهمات المؤثرة في ميادين الأدب.


تعليقات الموقع