الاتصالات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مع كل من ملك الأردن ورؤساء مصر وسوريا وإسرائيل ورئيس وزراء كندا، والتي تم خلالها بحث تطورات الأوضاع في المنطقة وضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم، وأهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع جهود السلام لتجنيب المنطقة أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.. تعكس حرص سموه على ضرورة تغليب مسار السلام العادل والشامل لما فيه خير المنطقة والعالم، وتجسيداً لنهج الإمارات الراسخ الذي يؤكد أهمية وقف كافة أعمال التصعيد وهو الموقف الذي سارعت إلى إعلانه منذ بدء موجة العنف الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ أعربت عن قلقها الشديد إزاء مسار الأحداث ودعت إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة، كما أشارت وزارة الخارجية في بيانها إلى أن دولة الإمارات وبصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، “تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدولي على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار”، وهو موقف يهدف إلى تجنب الانجراف إلى دوامة جديدة من العنف والعنف المضاد بكل ما يمثله ذلك من تهديد خطير لحياة المتأثرين في مناطق النزاع ولأمن واستقرار المنطقة.
الأحداث الدامية والمؤسفة منذ صباح يوم السبت والتي سقط خلالها المئات بين قتيل وجريح مردها غياب السلام لكونه الضامن الوحيد للاستقرار وتجنب هزات جديدة يدفع ثمنها الأبرياء من مختلف الأطراف، كما أنه لا بديل عن حتمية تحقيقه لأنه الخيار الكفيل بحقن الدماء وتلافي أي أزمات ثانية طالما اختبر العالم تداعياتها الكارثية في مناطق عدة ومنها ما يحصل من مواجهات في قطاع غزة ومحيطه حالياً، وهو يبين أهمية تحرك جميع العقلاء ودعاة السلام والدول صاحبة التأثير لإعطاء أكبر زخم ممكن للمساعي الهادفة، وضرورة وضع حد لأعمال الاستفزاز والعنف لكونها أشبه بصب الزيت على النار وبالتالي التسبب باشتعال الأحداث وهو ما يدرك المجتمع الدولي خطورة نتائجه وبشكل أكبر هذه المرة مع حجم التصعيد الكبير والمفاجئ الذي ينذر بالمجهول، في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مسار السلام هو الذي يتم العمل عليه لضمان وصول الجميع إلى بر الأمان.
العالم اليوم أمام مسؤولية تاريخية واجبة تقع على عاتق جميع مكوناته للتحرك والتأكيد على ضرورة إنهاء كافة أعمال العنف والانتهاكات وتغليب جهود تحقيق السلام.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.