الإمارات والأردن.. وحدة الرؤى والتوجهات

الإفتتاحية

 

الإمارات والأردن.. وحدة الرؤى والتوجهات

 

 

القمم الدورية التي تجمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وأحدثها قمة عمان أمس.. تعكس قوة الروابط العريقة والمتجذرة بين دولتي الإمارات والأردن والحرص المتبادل على الارتقاء الدائم بها ومواصلة البناء على تاريخ طويل من العلاقات الأخوية الراسخة والمستدامة وما تقوم عليه من ركائز قوية وتعاون أخوي بنّاء وسعي متواصل لتوسيع مجالاته وتحقيق المصالح المتبادلة التي تواكب تطلعاتهما ورؤاهما المستقبلية بالتنمية والتقدم والازدهار، بالإضافة لكون مسيرة العلاقات التي تعود لعقود طويلة تقدم نموذجاً ملهماً ومتكاملاً لما يجب أن تكون عليه الروابط بين الدول الشقيقة سواء من حيث العمل على التعزيز الدائم لكافة مسارات التعاون وخاصة في القطاعات الحيوية كالاقتصاد والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة المتجددة وغيرها، أو من حيث تنسيق المواقف وتطابق الرؤى تجاه كافة الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية والتي شكلت محاور المباحثات خلال “القمة” التي تم التأكيد خلالها على أفضل التوجهات الواجبة للتعامل مع الأوضاع في المنطقة وإنهاء أزمة قطاع غزة.

السياسات الحكيمة لكل من الإمارات والأردن، وما تتسم به مواقفهما من شفافية ووضوح تجاه كافة التحديات تشكل ضامناً لدعم التوازن الإقليمي ومواجهة التحديات ودعم أمن واستقرار المنطقة، وخاصة أنهما يؤكدان دائماً على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي وتفعيل المسارات والجهود الإنسانية ومضاعفتها ومنع توسع الصراعات كما أكد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وجلالة ملك الأردن، خلال المباحثات حول قطاع غزة، وضرورة “تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وتعزيز الجهود المبذولة للاستجابة للأوضاع الإنسانية التي تزداد تفاقماً في قطاع غزة ودعم دور المنظمات الإنسانية الدولية بهذا الشأن”، وكذلك التشديد على “العمل لمنع توسيع الصراع في المنطقة وتجنيبها تبعات أزمات جديدة إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع”.. وهو يبين الواقعية ودقة التوجهات وأهمية إيجاد حلول جذرية لمختلف الأزمات ليعم السلام والاستقرار والأمن، وهي مواقف تُكسب البلدين مكانة دولية مرموقة واحتراماً كبيراً على امتداد الساحة الدولية لفاعلية توجهاتهما وبُعد رؤاهما المدركة لكل ما فيه خير وصالح جميع دول وشعوب المنطقة.

النموذج الحضاري المتكامل للعلاقات الأخوية بين الإمارات والأردن رسمياً وشعبياً، يوجد الكثير من الفرص الواعدة لتعزيز الإنجازات التنموية بفعل ما يتم انتهاجه من استراتيجيات عصرية، ولسعيهما المشترك للارتقاء الدائم بالتعاون نحو مجالات أرحب لتحقيق المصالح المتبادلة والتطلعات بالمزيد من التطوير والتقدم، بالإضافة إلى فاعلية عملهما الداعم لكل ما فيه أمن واستقرار المنطقة.


تعليقات الموقع