“طيور الخير”

الإفتتاحية

“طيور الخير”

تقدم دولة الإمارات النموذج الأمثل لما تشكله المبادئ الإنسانية النبيلة من أولوية في نهج القيادة الرشيدة الحريصة على مضاعفة العطاء لخير جميع المحتاجين، وتأكيداً لما يمثله ذلك من توجه ثابت لدعم الذين يمرون بظروف صعبة ومنهم الأشقاء الفلسطينيين، إذ تمثل “عملية الفارس الشهم 3” تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ملحمة متكاملة وفريدة تعكس فاعلية الاستجابة المتسارعة التي تزداد زخماً عبر مبادراتها النوعية ومنها عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات من القوات الجوية الإماراتية والمصرية على شمال قطاع غزة، لتخفيف معاناة الأشقاء جراء الحرب وتأمين الاحتياجات الضرورية لهم، والتي تبين كذلك حجم التجاوب المتنامي بكل ما تمثله من رافد يعزز غزارة العطاء المتسارع والمتواصل منذ بدء الأزمة إذ لم تدخر الإمارات فرصة إلا وكانت السباقة في العمل على تأمين المواد الإغاثية الرئيسية وخاصة الغذائية والطبية عبر البحر ومن الجو وعلى الأرض وأوصلت منذ انطلاقتها قرابة 16 ألف طناً من المساعدات في الوقت الذي تنوع فيه دعمها الإنساني من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية سواء لمن تستقبلهم في مستشفياتها أو الذين يتلقون العلاج في المستشفى الإماراتي الميداني في القطاع، وكذلك عبر تأمين مياه الشرب الصالحة لمئات الآلاف وتشغيل المخابز وتأمين متطلبات الإيواء وغير ذلك الكثير.
“طيور الخير” شريان حياة يعكس مستوى التنسيق بين الدولتين الشقيقتين الإمارات ومصر، وعملية تشكل نموذجاً يقتدى لأهمية وفاعلية التضامن العربي والإنساني للوقوف مع الشعب الفلسطيني والحد من معاناته من خلال آليات مبتكرة لعمليات الإغاثة بهدف اختصار الوقت وتسريع إيصال المساعدات والتي بدأت بـ3 طائرات أنزلت 36 طناً من المساعدات على مناطق جباليا وبيت لاهيا بواسطة صناديق مخصصة ومزودة بتقنية للتوجيه من أحدث الوسائل المستخدمة في العمل الإنساني والإغاثي أثناء الحالات الطارئة للوصول إلى المواقع المحددة ولتكون في متناول المستهدفين بالدعم ضمن التوقيتات المناسبة.. والتي تؤكد عزيمة لا تعرف الحدود وتصميماً فريداً على تحدي الصعاب وتجاوز تحديات الإغاثة بهدف تقديم المساعدات للفئات المتضررة والمحتاجة جراء الحرب الدائرة.
الإمارات وكافة الدول الشقيقة والصديقة التي تشاركها الرؤى والمواقف والجهود تقدم نموذجاً لما يجب أن يكون عليه الموقف العالمي من الأحداث الدائرة في غزة، فحياة الأبرياء وخاصة الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء والمرضى بحاجة إلى جهود عملية وتفعيل المساعي الدبلوماسية لوقف الحرب ووضع حد للكارثة التي يعاني منها مليوني إنسان وتنذر بالمزيد من التداعيات المأساوية.


تعليقات الموقع