أجمل محطات التاريخ يصنعها قادة عظماء ورجال أبرار اصطفاهم الله تعالى فحملوا المسؤولية وأدوا الأمانة لتكون النتائج شرف ورفعة تنعم بها الأجيال وترافقها أبد الدهر وهي تدرك حجم الجهود التي بُذلت كحال تاريخنا المجيد لتكون الإمارات لنا وطناً متفرداً بتميزه ونهضته وقصة صعوده التي أصبح من خلالها أيقونة الحداثة في عالم اليوم ومصدر إلهامه، وذلك بفضل رؤية وعزيمة والدنا القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الزعيم الذي قهر مع رفاق دربه الصعاب وتحدى المستحيل وواجه التحديات ونذر سنين عمره المباركة يعمل وينشر الوعي ويوحد القلوب ليبزغ فجر اتحادنا الشامخ إيذاناً بعهد جديد، وتبدأ واحدة من أقوى مسيرات التنمية المستدامة وبناء الإنسان في تاريخ البشرية، ولتصبح الإمارات بكل جدارة درة زمانها ووجهة المستقبل بريادتها وإنجازاتها وتنافسيتها.. ولتشكل كل مرحلة في تاريخها محطة تنبض بها قلوبنا، ودستوراً لحياتنا نحمله في ضمائرنا وفاء لقائد أرسى الأسس الصلبة لدولتنا لترى النور في ظرف إقليمي ودولي غاية في التعقيد لما كانت تشهده تلك الفترة من أحداث وصراعات وتكتلات وتحالفات، لدرجة كان البعض يعتبر أنه من المستحيل تأسيس دولة في ذلك الزمن.. لكنها إرادة وحكمة “زايد الخير” الذي أنعم الله به على هذه الأرض ليحول الصحراء إلى جنة وارفة الظلال بالمحبة والتقدم والتحضر، ويمنح شعبه العزة والإباء، ويسدد له البوصلة التي تضمن أن يكون مكانه على أعلى القمم.. هذا جزء من تاريخ “إمارات زايد” بجميع محطاته التي تُدون بمداد من الإيمان والوطنية وتكللت ببزوغ فجر اتحادنا العظيم، ومنها “يوم عهد الاتحاد” الذي وجه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتماده في 18 يوليو ليكون مناسبة وطنية نحتفي فيها بذكرى توقيع “وثيقة الاتحاد” ودستور الإمارات واليوم الذي أعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات، بكل ما يمثله من مناسبة شديدة الدلالة كما بيّن سموه بالقول: “في مثل هذا اليوم عام 1971، وقّع الوالد المؤسس وإخوانه الحكام وثيقة الاتحاد ودستور الإمارات، وأعلنوا عن اسم دولتنا، دولة الإمارات العربية المتحدة تمهيداً للاتحاد في 2 ديسمبر، يوم تاريخي وضعوا فيه عهد الاتحاد وأسسه، واليوم نعلن 18 يوليو مناسبة وطنية بمسمى “يوم عهد الاتحاد”، نحتفي فيها بتاريخ دولتنا والخطوات المباركة لتأسيس الاتحاد”.
بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة المجد والتطوير والحداثة التي تعزز ريادة الوطن، وبرؤيته التي تضاعف إيماننا الراسخ بأن الإمارات ستكون عنوان المستقبل الذي تستعد له بكل ثقة كما تبين إنجازاتها وتنميتها الشاملة وقوة تنافسيتها ومكانتها المشرفة في مصاف أكثر الدول عراقة وتطوراً، تمضي لتكون كما أرادها القائد المؤسس الأكثر نهضة وتنمية وبطموحات لا تعرف الحدود.. إذ ندرك ما نستند إليه من تاريخ عظيم يزيدنا تصميماً لنثبت دائماً فخرنا بشرف الانتماء من خلال إخلاصنا وأخذ الحكم من أيام تاريخنا المجيد كما أكد سموه بالقول: إن “يوم عهد الاتحاد” مناسبة نستذكر خلالها محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم منها الدروس والعبر للحاضر والمستقبل ونجدد العهد مع الله تعالى ثم أنفسنا وشعبنا في اليوم الذي وضع فيه زايد وإخوانه ميثاق الاتحاد.. أن تظل راية دولة الإمارات خفاقة، وتبقى وحدتنا السياج الحامي لمسيرتنا”.
“يوم عهد الاتحاد” بكل معانيه ودلالاته الوطنية يعكس أصالة الهوية الإماراتية التي تتجسد فيها قيمنا ووحدتنا وتلاحمنا، ومناسبة نجدد فيها عهد الولاء والوفاء لسيدي صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وللقيادة الرشيدة التي تستقي من مدرسة القائد المؤسس وغرسه المبارك كل ما يلزم لرفعة وطننا، فنحن من نفاخر الدنيا بأننا عيال زايد، ونحمل إرثه الراسخ في وجداننا رافداً يغذي أرواحنا ويثري فكرنا وينير طريقنا ودافعاً لمضاعفة الجهود والتنعم بمعنى الانتماء وشرف الإخلاص لوطننا الذي لا يشبهه آخر.
سعيد بن سيف آل نهيان
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.