سرطان البروستات هو حالة تتشكل فيها خلايا غير طبيعية في غدة البروستات. وبخلاف نمو الأورام الحميدة، تكون هذه الخلايا ذات طبيعة سرطانية خبيثة. وبما أن نمو الورم السرطاني يعتمد بشكل رئيسي على هرمون التستوستيرون، يكون تخفيض هذا الهرمون من الحلول العلاجية الفعالة للتصدي له. لكن انتشار الإصابة السرطانية إلى خارج البروستات بحد ذاته، تسبب ما يُعرف بسرطان البروستات النقيلي أو المنتشر، الحالة التي تصل فيها الخلايا الخبيثة إلى الأنسجة المجاورة للبروستات الأمر الذي يجعل من العلاج مسألة أكثر صعوبة. وفي الحقيقة، فإن الإصابة بسرطان البروستات النقيلي تهدد حياة المريض، خصوصاً مع تفاقم انتشاره لأعضاء أخرى في الجسم.
وعلى الرغم من التقدم الكبير، لايزال السرطان أحد أكبر التحديات الصحية في حياتنا اليوم، إذ يعد ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث يتم تشخيص شخص من كل خمسة بالسرطان في مرحلة ما من حياته. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم تشخيص نحو 20 مليون إصابة جديدة بالسرطان حول العالم في عام 2022، بما سبب نحو 9.7 مليون وفاة.
هنالك شكل من أشكال سرطان البروستات يُدعى بالنقيلي المقاوم للعلاج التقليدي، حيث يتوقف المرض عن الاستجابة للعلاج بتخفيض هرمون التستوستيرون، ويُظهر علامات على نمو المرض مثل ارتفاع مستضد البروستات النوعي في الدم، على الرغم من تقليل الهرمون المذكور.
وفي هذا الصدد أوضحت الدكتورة ديبورا مخرجي استشاري طب الأورام في مستشفى مركز كليمنصو الطبي: “يعتبر سرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج التقليدي خطراً يهدد حياة المرضى، لاسيما مع تسارع وتيرة انتشاره ووصوله لأعضاء أخرى في الجسم، بما يضاعف المخاطر المحدقة بصحة المريض، والتي قد تصل لحدود إزهاق حياته. ويمكن لهذا النوع المتقدم من سرطان البروستات أن ينتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة، والعظام، والمثانة، والمستقيم، والكبد، والرئتين، وربما الدماغ”.
وبالرغم من الشوط الطويل الذي قطعته البحوث والدراسات العلاجية المعنية بسرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج التقليدي خلال العقد الأخير، لايزال المرض خامس أكثر أسباب وفيات السرطان شيوعاً بين الرجال حول العالم. ويعتبر هذا النوع من سرطان البروستات عدائياً وسريع التطور. إلا أن الدكتورة ديبورا بشرت المرضى بتوافر علاج ثوري جديد لهذه الحالة الصحية الخطيرة، وقالت: “طرحت شركة فايزر مؤخراً الدواء الأول والوحيد المعتمد للاستخدام عن طريق الفم لعلاج سرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج التقليدي، الأمر الذي قدم بارقة أمل جديدة للمرضى في دولة الإمارات للتغلب على مرضهم. وجاءت هذه الخطوة في أعقاب نجاح الشركة بإطلاق عقارها المبتكر للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأظهر دواء فايزر الجديد قدرته على تحقيق تحسن ملحوظ في معدل البقاء على قيد الحياة، إذ أظهرت البيانات السريرية تحسناً سريرياً هاماً في بقاء المرضى على قيد الحياة دون تقدم المرض، في حين أظهر العلاج أمانه، باعتبار أن تقييم السلامة كان جزءاً رئيسياً من الدراسة التي قامت بها فايزر، في حين كانت أعراضه الجانبية ضمن الحدود. ويتوفر العلاج الجديد اليوم في أكثر من 35 دولة كعلاج محتمل لمرضى سرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج التقليدي بغض النظر عن حالة الطفرات الجينية.
وأضافت الدكتورة ديبورا: يعمل العقار الجديد على تثبيط إنزيم PARP، مما يؤدي إلى تعطيل إصلاح الحمض النووي في الخلايا السرطانية، وبالتالي إيقاف نموها. ويسهم في منع تأثير الأندروجينات، مما يقلل من تحفيز نمو الخلايا السرطانية المعتمدة على الهرمونات. ويمثل هذا الدواء نقلة نوعية في علاج سرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج التقليدي، خاصة بين المرضى الذين لم تعد خيارات العلاج الهرموني التقليدية فعالة لديهم. ومن المتوقع أن يمنح المرضى الذين يعانون من هذا المرض العدواني والمتقدم أملاً جديداً”.
الوقاية خير من العلاج
شددت الدكتورة ديبورا على أن الوقاية من سرطان البروستات النقيلي المقاوم للعلاج تعتمد على اتباع أنماط حياة صحية والتقليل من عوامل الخطر المرتبطة بالمرض، إذ أثبتت الدراسات كفاءة الأنظمة الغذائية المتوازنة والغنية بالفواكه والخضروات ومضادات الأكسدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات. وبالإضافة إلى ذلك، يسهم الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقليل خطر تطور السرطان أو تقدمه، حيث تؤثر السمنة وقلة النشاط البدني بشكل مباشر على توازن الهرمونات والالتهابات المزمنة في الجسم. وإلى جانب ذلك، يتعين على أفراد المجتمع التعرف على أهمية الفحص المبكر لما له من دور حاسم في الوقاية. فالرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستات أو الذين ينتمون إلى فئات معرضة للخطر (مثل أصحاب الطفرات الجينية المرتبطة بالمرض) يجب أن يستشيروا أطباءهم بشأن اختبارات الفحص الدوري، مثل قياس مستضد البروستات النوعي. فالكشف المبكر يزيد من فرص العلاج الناجح ويقلل من احتمالية الوصول إلى مراحل متقدمة ومقاومة للعلاج.
الوطن
- الإمارات عيد الاتحاد الـ53 .. الإمارات تمضي نحو المستقبل بإنجازات فارقة (1)
- الإمارات محمد بن خليفة: 53 عاماً من العطاء والإنجازات في ظل قيادة مخلصة وشعب وفي
- الإمارات نهيان بن زايد: الإمارات في عيد الاتحاد تواصل مسيرة إنجازاتها بفضل الجهود الاستثنائية لقيادتها الرشيدة
- الإمارات سلطان بن حمدان: عيد الاتحاد مناسبة عظيمة نستذكر فيها مسيرة الخير والنماء للدولة
- الإمارات عبد الله بن سالم القاسمي: الثاني من ديسمبر علامة فارقة في تاريخنا الحديث
- الإمارات وزراء في حكومة الإمارات: الخدمة الوطنية والاحتياطية ترسخ قيم الولاء والانتماء
- الرئيسية #هذه_أبوظبي
- الإمارات وزراء في حكومة الإمارات: الخدمة الوطنية والاحتياطية ترسخ قيم الولاء والانتماء
- الإمارات سلطان بن خليفة: الإمارات مركز للنهضة ومنارة للرقي
- الإمارات من الأحلام إلى التراث: كيف تُلهم الإمارات الناجحين وتُمَكِّنهم؟
- الإمارات رئيس الدولة ونائباه يتلقون التهاني بعيد الاتحاد الـ53 للدولة
- الإمارات منى المرّي: "مصلحة الوطن ورفعة المواطن أولويات سخّرت لها القيادة الرشيدة كافة الإمكانات.. فوصلت الإمارات إلى العالمية"
- الإمارات ذياب بن محمد بن زايد يعزي بوفاة سالم النيادي
- الإمارات «فيدسكولا» أول شركة من الشرق الأوسط تحقق تخصص «الإدارة المرنة واسعة النطاق» من Atlassian
- الإمارات زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب الشرق الأقصى الروسي
- الإمارات محمد البادي: الثاني من ديسمبر لحظة تاريخية أسست لمستقبل مشرق
- الإمارات خالد سلطان: التميّز صناعة إماراتية خالصة
- الإمارات "الاتحاد لحقوق الإنسان": الإمارات خطت خطوات واسعة لتمكين أصحاب الهمم
- الإمارات محمد بن راشد: عيد الاتحاد مناسبة تشحذ هممنا للمضي قدماً في تعزيز مناعة وطننا
- الإمارات بتوجيهات محمد بن زايد.. محمد بن راشد يمنح أوسمة الفضاء لخمسة من أبناء الوطن تقديرا لدورهم في النهوض بقطاع الفضاء بالدولة
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.