نانسي بيلوسي تستعد لتعود أقوى امرأة في واشنطن

دولي

 

لاستعادة لقب أقوى امرأة في السياسة الأميركية، اعتمدت نانسي بيلوسي على حسها الاستراتيجي بمهارة لسحق التمرد في صفوف حزبها الديموقراطي بهدوء، لكنها تحتاج إلى حنكتها لمواجهة الرئيس المتقلب دونالد ترامب.
وما لم تحدث مفاجأة كبرى، ستعود نانسي بيلوسي “78 عاما” بعد ظهر الخميس لتولي رئاسة مجلس النواب وهو المنصب الذي كانت أول امرأة في التاريخ الأميركي تتولاه بين 2007 و2010.
ومع تسلمها المهام من رئيس المجلس المنتهية ولايته بول راين، ستصبح نانسي بيلوسي الشخصية الثالثة في هرم السلطة في البلاد بعد الرئيس ونائبه.
وستبدأ مهامها بتحد أول لدونالد ترامب يتمثل بالتصويت المقرر على قوانين موقتة للميزانية، يمكن أن تسمح إذا وقعها الرئيس باستئناف العمل في الإدارات الأميركية التي توقفت بسبب “إغلاق” جزئي منذ 22 ديسمبر.
وبات الأمر يتعلق الآن بمعرفة من سيستسلم أولا في المواجهة بين دونالد ترامب “والسيدة رئيسة المجلس” التي لا يشك مؤيدوها في نتيجتها.
وقالت ابنتها الكسندرا لشبكة “سي ان ان” الأربعاء “لم يسبق لأحد أن انتصر عندما راهن على مواجهة نانسي بيلوسي. هي يمكن أن تنزع رأسك دون حتى أن تشعرَ أنك تنزف”.
لكن هذه لن تكون المواجهات الأولى بين ترامب وبيلوسي. فقد جعل منها المرشح الجمهوري خلال حملته “فزاعة” استخدمها لإدانة السياسيين الديموقراطيين والحديث عن مشكلات السياسة في واشنطن.
ويدين محافظون آخرون “وقاحة” هذه السيدة المتزوجة من رجل أعمال مليونير.
وشهدت الاشهر القليلة الماضي مشكلات داخلية، مع إعلان عشرات النواب والمرشحين الديموقراطيين رغبتهم في إجراء تغيير في القمة ومنهم تيم راين عضو الكونغرس عن أوهايو الذي نافس بيلوسي على زعامة الديموقراطيين بعد انتخابات 2016 لكنه فشل.
وقد أنكرت شابة تقدمية سلطتها وذهبت إلى حد القسم بأنها لن تنتخبها كرئيسة لمجلس النواب.
لكن بيلوسي تمكنت في نهاية المطاف من إقناع عدد كاف من المترددين عبر الموافقة على تحديد مدة ولايتها وتوزيع عدد من مناصب المسؤولية.
– ضد “العزل.. حاليا” –
مثّلت بيلوسي في ولايتها الأولى قوة معارضة كبيرة للجمهوري جورج دبليو بوش في السنتين الأخيرتين من رئاسته. وسيكون دورها الرقابي على ترامب مماثلا.
وسيكون لديها وللقيادة الديموقراطية القدرة على منع تمرير قوانين يطرحها الجمهوريون وتعطيل الكثير مما على أجندة ترامب، من مقترحات لخفض ضريبي جديد إلى بناء جدار على الحدود مع المكسيك.
ويمكن لبيلوسي أن تصعّب الأمور أكثر على ترامب إذا ما أطلقت إجراءات لعزله.
وحتى الآن عبرت عن معارضتها لاستخدام هذه العصا الغليظة ضده، قائلة إنها يمكن ان تؤدي إلى تعبئة الناخبين الجمهوريين لحماية الرئيس.
وفي دورها الجديد سيتحتم عليها الوقوف أحيانا بوجه ترامب اذا استدعى الأمر ذلك، ولكن أيضا العمل معه لإقرار قوانين اذا تيسر الأمر.
وقالت بيلوسي بعد الإعلان عن حصول حزبها على الأكثرية في مجلس النواب إن “كونغرسا ديموقراطيا سيعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات”. وأضافت “الشعب الأميركي يريد السلام. يريد نتائج”.
وتعد بيلوسي بلا جدل من الأكثر حنكة بين القادة السياسيين من جيلها. وقادت قانون الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما في المجلس وصولا إلى تمريره التاريخي الشائك في 2010.
وقد يكون هذا سبب اعتبارها من كثيرين مصدر إزعاج بعد ثماني سنوات.
وسأل ترامب جمهورا في تجمع في مينيسوتا الشهر الماضي “أيمكنكم تصور نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب؟” وأضاف “لا تفعلوا هذا بي! لا أتصور ذلك، ولا أنتم”.
انتخبت أولا في 1987
تعود سمعة بيلوسي السيئة، في جزء منها على الأقل، لسنوات من هجمات اليمين. فالمحافظون يصورون زوجة مليونير الاستثمارات من كاليفورنيا، كتجسيد لنخبة اليسار.
وهي متهمة في كل شيء، من السعي لزيادة الضرائب على العائلات المتوسطة إلى دعم تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
ومثلت بيلوسي لثلاثة عقود الدائرة ال12 في الكونغرس عن كاليفورنيا وتشمل سان فرانسيسكو، معقل السياسة اليسارية والثقافة المختلفة وحقوق المثليين، وهو ما يعتبره العديد من الناخبين المحافظين انحطاطا أخلاقيا.
ولدت نانسي باتريشا داليساندرو في بالتيمور في عائلة تضم سياسيين جذورها إيطالية. وكل من والدها وشقيقها كانا رئيسي بلدية مدينة إيست كوست الساحلية.ا.ف.ب


تعليقات الموقع