عودة الفارين من “داعش” إلى وسط هجين “ممنوعة” حتى إشعار آخر

دولي
6874-etisalat-postpaid-acquisition-promo-2024-728x90-ar

 

في أحد شوارع بلدة هجين التي شكلت آخر معقل لتنظيم “داعش” الإرهابي في شرق سوريا، يصرخ خالد “أريد العودة الى بيتي، لم لا يسمحون لي بذلك؟”، ويثني على كلامه العديد من السكان حوله الراغبين بالرجوع الى منازلهم ولو استحالت أنقاضاً.
وتمنع قوات سوريا الديموقراطية التي سيطرت على البلدة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي في 14 ديسمبر، السكان من الدخول الى وسط البلدة، حيث السوق الرئيسي، الذي يبدو أشبه بثكنة عسكرية مقفلة.
وشهد وسط البلدة معارك ضارية قبل طرد التنظيم منها. وحوّلت الغارات التي شنّها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مواقع الإرهابيين وتحرّكاتهم أحياء بأكملها الى مجرد خراب.
عند المدخل المؤدي إلى سوق المدينة، يقف خالد عبد “50 عاماً”، وهو والد لأربعة مقاتلين في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، صارخاً “أولادنا هم من حرروها، فلماذا لا يسمحون لنا بالعودة؟”.
ويرى الرجل الذي يضع كوفية بيضاء وحمراء على رأسه، أن منعه من الدخول الى منزله في وسط المدينة “ظلم”.
قبل أكثر من عام، نزح خالد من بلدة هجين إلى مخيمات مخصصة للنازحين في ريف دير الزور الشرقي، ليعود إليها قبل أيام ويجد أن منازل خمسة من أفراد عائلته قد تدمرت.
مع الاقتراب أكثر من وسط المدينة، يزداد حجم الدمار تدريجياً، في دلالة على المعارك الضارية التي شهدها. لكن ذلك لا يحل دون إصرار السكان النازحين، على العودة الى منازلهم أو ما تبقى منها. ويناشدون مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية السماح لهم بذلك.
وسمحت هذه القوات لسكان أحياء محددة بالعودة إليها، من دون أن يسري ذلك على وسط المدينة. ولا يزال الطريق الرئيسي مغلقاً. وتسلك شاحنتان محملتان بسكان وحاجياتهم طريقاً فرعياً للوصول الى الأحياء الجانبية.
الأغنام” لكشف الألغام
ويكرر المقاتلون طيلة النهار على مسامع سكان يحاولون دخول وسط البلدة “ممنوع دخول المدنيين”.
ويشرح أبو خالد، وهو قائد ميداني مسؤول عن المنطقة، أنهم سيفتحون الطريق بمجرد إزالة الألغام التي تركها التنظيم خلفه.
وغالباً ما لجأ تنظيم “داعش” الإرهابي خلال السنوات الماضية ومع اقتراب خصومه من معاقله، إلى زرع الألغام في محاولة لإعاقة تقدمهم وحصد أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين والمدنيين على حد سواء.
لا يكترث الأهالي لتحذيرات قوات سوريا الديموقراطية من الألغام. ويقول خالد، محافظاً على نبرة الصوت المرتفعة ذاتها، “نحن نزيل الألغام، بتنا خبراء بذلك وقد جُربت فينا أساساً كل أنواع الأسلحة”.ا.ف.ب


تعليقات الموقع