رغم صعوب العام المنصرم على أغلب دول العالم.. لكن قوة الإمارات أكدت الثقة بمسيرتها على الصعد كافة

عام 2020 سيخلد اسم الإمارات.. إنسانياً

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي: كاتب إماراتي

عام 2020 سيخلد اسم الإمارات.. إنسانياً

يكاد يكون صعباً أو مستحيلاً أن تجد من يتحسر على انتهاء عام 2020 بسب ما تركه من معاناة مست كل أفراد العالم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. بل هناك من كان ينتظر أن يأتي آخر يوم لذلك العام كي يطوي معه ذكريات أيامه التي لم تمر على تاريخ الإنسانية من قبل.
هذه خلاصة غالبية التقارير التي تناولت أبرز أحداث عام 2020 الذي سيدخل التاريخ تحت مسمى: عام وباء فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي استطاع أن يشل العالم ويجبره أن يتوحد لمواجهته بل ويكرس جل وقته في البحث عن عقار له في أقل من عام وهي من الحالات شبه النادرة التي تحدث في العالم.
ولكنه في المقابل فإن هذا العام سيُخلِد مواقف دولة الإمارات وقادتها بأنهم كانوا في مقدمة من وقفوا مع الإنسان أينما كان في مواجهة هذه الكارثة بطريقة مختلفة أبهرت العالم (قادة وناس عاديين) عن باقي دول العالم بما فيها الدول التي كانت تعتقد بأنها من الدول الأولى أو المتقدمة، فكانت الدولة النموذج للتعاون الإنساني والابتعاد عن الأنانية في أصعب الظروف.
حيث أعطى قادة الإمارات خلال تلك الأزمة دروساً في كيفية إدارتها والخروج منها بدروس، وكيف ينظرون إلى أهم عامل أو عنصر في الكون عندما تكون الكارثة عالمية، ويباغتهم “عدو” لم يتوقعه أحد ويتعايشون مع الأزمة بل ويحققون فيه إنجازات، فقد شهد إطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى الفضاء في رحلة تاريخية وفتح علمي عظيم نحو الكوكب الأحمر “المريخ”، وحافظت على تعهداتها العالمية من خلال الالتزام بإقامة المعارض الدولية، (فورمولا ون) مثالاً، والفعاليات العالمية المتخصصة (جيتكس) وغير ذلك الكثير.. بحيث كان الحرص قوياً على استمرار التواصل العالمي وتبادل وجهات النظر.
فهي من الدول التي صمدت مع منظمة الصحة العالمية وكانت الذراع اليمنى لها في تقديم الدعم المطلوب لمواجهة الكارثة وتقديم الدعم الطبي والإنساني دون النظر لأي حسابات أخرى وهي من الدول التي انضمت ضمن المتطوعين في الاختبارات الأولية للقاحات لمعرفة نتائجها الاولية.
المعنى أن دولة الإمارات لم تكن فقط جزء من مواجهة من الكارثة العالمية كما باقي الدول بل في المقدمة في معركة القضاء عليه منذ بداياتها عندما أخذ الجميع الصدمة الأولى وارتبكوا ولم يعرفوا كيفية التصرف واستمرت تلك المعركة لحين بدء التجارب العلاجية تم اعتماد اللقاحات وتوزيعها على دول العالم ولعبت دوراً في بث الروح المعنوية للمترددين في أخذ اللقاحات من خلال مشاركة كافة شرائح المجتمع الإماراتي في حملات التطعيم. فمن المهم على الجميع معرفة الجهد الإماراتي التاريخي بأنه لم يقتصر على شعبها، كما فعلت أغلب الدول فقط.. ولكن شملت كل العالم والإنسانية، وبالتالي فإن التاريخ سيخلد اسم الدولة العظيمة.
إن وباء “كوفيد 19” الذي أرعب العالم لم ينته بعد بل إنه بدأ “يستنسخ” نفسه، ولكنه لم يهزم الإرادة الإماراتية التي ألهمت الإنسان في العالم على مواجهة التحديات والصعاب، وخلف الفرص منها.
رحل عام 2020 غير مأسوف عليه بعدما ترك مليون وثمانمائة ألف حالة وفاة، ومثلما ترك بعض ما يشير أنه من أصعب الأعوام التي مرت على تاريخ الإنسانية، فإنه سجل لدولة الإمارات ما يمكن أن يتحدث عنه المستقبل الإنساني حول: صناعة النجاح وصناعة الأمل.


تعليقات الموقع