لجنة لحل أزمة اختيار السلطة

فرصة أممية أخيرة للحوار الليبي

الرئيسية دولي

 

 

 

أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عن تشكيل لجنة استشارية منبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، لحل الخلافات العالقة وإيجاد توافق حول آلية اختيار السلطة التنفيذية القادمة التي ستتولى إدارة المرحلة الانتقالية والإعداد للانتخابات المبرمجة نهاية العام القادم.
وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، في بيان إن اللجنة التي ستتكون من 18 عضواً من مختلف الأقاليم والانتماءات السياسية، ستكون مهمتها الرئيسية مناقشة القضايا العالقة ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة وتقديم توصيات ملموسة وعملية لتقرر بشأنها الجلسة العامة للملتقى، مشددة على أن ولاية هذه اللجنة ستكون محددة زمنيا بشكل صارم.
وتمثل هذه اللجنة الفرصة الأخيرة أمام الليبيين للتوافق حول سلطة موحدة وقع الطريق أمام عودة المواجهات والتهديدات العسكرية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، بعد تعثر المحادثات السياسية ووصولها إلى طريق مسدود، بسبب خلافات حول المناصب القيادية القادمة.
يشار إلى أنه بعد شهرين ونصف من انطلاق أعمال ملتقى الحوار السياسي في تونس، لم يتوصل المشاركون إلى التفاهمات المنتظرة منهم والمخطط لها، باستثناء الاتفاق على إجراء انتخابات بنهاية العام القادم، حيث لا يزال توحيد السلطة التنفيذية يواجه عقبات كبيرة بسبب الخلافات على آليات اختيار وتوزيع المناصب القيادية.
وفي السياق ذاته، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، سباديل خوسيه، إن “الأسابيع القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لليبيا”، موضحا في تغريدة على تويتر أن “الاتحاد الأوروبي يقف مع الليبيين في سعيهم لتحقيق السلام والكرامة”، مؤكدا أن “تعزيز وقف إطلاق النار والانتعاش الاقتصادي والتحضير للانتخابات، من الأولويات الرئيسية للاتحاد الأوروبي وبلدانه”.
وبعدما أعلنت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا، تأسيس اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي الذي عقد برعاية أممية، ثارت تساؤلات عدة بشأن تفاصيل الخطوة، وطبيعة عمل اللجنة.
وكشفت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها تلقت ما مجموعه 28 ترشيحا وتزكية من الملتقى.
وتم الاتفاق على توسيع اللجنة الاستشارية إلى 18 عضوا، بدل 15 كما كان مقررا، من أجل ضمان تنوع جغرافي وسياسي واسع النطاق.
ويهدف رفع عدد أعضاء اللجنة أيضا إلى ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكونات الثقافية، فيما ستكون ولاية اللجنة الاستشارية محددة زمنيا بشكل صارم.
وشددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على أن موعد الانتخابات الوطنية المقرر في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل سيبقى أمرا ثابتا بالنسبة إلها وهو مبدأ إرشادي، وهدف لا يمكن التخلي عنه.
وانطلقت في نوفمبر الماضي جلسات ملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية أممية عقب أسابيع من المناقشات المكثفة مع الأطراف الرئيسية المعنية الليبية والدولية.
ويأتي الإعلان عن اللجنة الاستشارية ضمن مساع دولية مكثفة لحل الأزمة في ليبيا وسط آمال بالخروج بالبلاد من نفق العنف.
وجددت مليشيات “الوفاق” رفضها فتح الطريق البريّ بين غرب وشرق ليبيا، وفقا لما تنص عليه تفاهمات اللجنة العسكرية 5+5 واتفاق وقف إطلاق النار، واشترطت خروج الجيش الليبي من منطقة سرت الجفرة لتنفيذ ذلك.
وأعلنت “مليشيا الصمود” التي يقودها المعاقب دوليا بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا صلاح بادي، في بيان على لسان المتحدث الرسمي احميدة الجرو، رفضها الانسحاب من الطريق الرابط بين مدينتي مصراتة وسرت، قبل انسحاب وخروج الجيش الليبي من منطقة سرت – الجفرة.
في حين، نفى آمر محور البحر في غرفة عمليات سرت الجفرة التابعة لمليشيا “الوفاق” خالد عيسى كرواد، صدور أي تعليمات بالانسحاب من الطريق الساحلي سرت مصراتة، وذلك ردا على إعلان “كتيبة حطين” التي كان يقودها قبل سنوات وزير الداخلية فتحي باشاغا، انسحابها من الطريق الساحلي غرب سرت شمالي البلاد.
وشدد القيادي في “الوفاق” في بيان على عدم إخلاء المناطق التي تتمركز فيها مليشياته وعلى جاهزيتها لصد أي هجوم عسكري محتمل للجيش الليبي، وزعم دعم جهود اللجنة العسكرية 5+5 وما ينبثق عنها من اتفاق لحقن دماء الليبيين وإخراج المرتزقة عن أرض الوطن.
وكانت اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، اتفقت في ختام اجتماعاتها في مدينة سرت في نوفمبر الماضي، على فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب لتسهيل حركة المواطنين، وكذلك إخراج المرتزقة والمقاتلين من خطوط التماس، غير أن تطبيق تلك التفاهمات ما زال دون جدوى وبعيد عن المعالجة الحقيقية، بسبب تمسك مليشيات “الوفاق” بمواقعها ورفضها فتح الطرقات البرية، واستمرارها في الاستعانة بالمرتزقة السوريين، فضلا عن زيادة تحشيداتها العسكرية على خط التماس سرت الجفرة.
يشار إلى أن الطريق بين شرق ليبيا وغربها مغلق منذ أبريل 2019، تاريخ بدء العملية العسكرية التي قادها الجيش الليبي على العاصمة طرابلس لطرد المليشيات المسلحة وتحريرها من الجماعات الإرهابية والتي انتهت بانسحابه إلى منطقة سرت الجفرة.وكالات

 


تعليقات الموقع