الوطن ينتصر بتكاتف الجميع

الإفتتاحية

الوطن ينتصر بتكاتف الجميع

ثقتنا مطلقة في قيادتنا الرشيدة، ونُدرك تماماً أننا ننعم بأن الإنسان وكل ما يتعلق به يتصدر الاهتمامات والأولويات في جميع الخطط والمبادرات، واليوم فإن دولة الإمارات باتت الملهمة للعالم أجمع وهي تخوض واحدة من أدق وأكبر المواجهات المتمثلة بمحاصرة فيروس “كوفيد19” ومنع تفشيه، من خلال خطة محكمة قدمت الدليل الأكبر على رؤية القيادة الرشيدة ومدى اهتمامها، والإخلاص الذي عبر عنه أبطال المواجهة من كوادر الدفاع في الخط الأول، ومجتمع واع متفهم ومدرك لحساسية المرحلة وما تستوجبه على كل فرد، فكانت النجاحات والإنجازات التي لم تتوقف، وها هي معركة المواجهة في محطتها الأخيرة إيذاناً بتسجيل نصر تاريخي كبير على الجائحة مع جهود التطعيم ودعوة الجميع لأخذ اللقاح المتوفر في أكثر من 150 مركزاً على امتداد ربوع الوطن وبطريقة ميسرة وفق أعلى المعايير المعتمدة، سواء قبل منحه أو المتابعة والاهتمام الذي يحظى به كل فرد بعد تلقي اللقاح.
في مسيرات الأمم الكثير من التحديات والأحداث الطارئة، ولاشك أن قوة أي دولة تظهر من خلال الآليات المتبعة في التعامل مع المستجدات، واليوم تستعد أبجديات التاريخ لتدون بفخر واعتزاز عن وطن حمل مشعل الأمل عالياً وأكد أن أبناءه يحترفون قهر التحديات وتحويلها إلى فرص، إذ بينت الحرب على الجائحة الوبائية أن لا مستحيل ولا مهادنة، وأن الثقة بالقدرات والإمكانات والعزيمة كفيلة بأن تجعل الانتصار قدر كل ملحمة من ملاحم الحياة يؤكد “عيال زايد” أنهم فرسانها الذين يحملون لواء الانتصار فيها، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، مبيناً أهمية تلقي اللقاح كحماية للصحة والاقتصاد والمكتسبات، فضلاً عن دوره في تسريع التعافي التام بالقول: “رسالتي للجميع أن يسارع للتطعيم لأنه حماية للصحة.. وحماية للاقتصاد.. وحماية لمكتسباتنا.. وتسريع لتعافي بلادنا الكامل بإذن الله”.
التعاون وتكاتف الجميع أسرع الطرق للانتصار، وطوال المواجهة منذ ظهور الوباء نهاية ديسمبر 2019 في مدينة “ووهان” الصينية، كانت الاستعدادات والحرص المتبادل بين جميع أفراد المجتمع أبرز عوامل النصر الذي يقترب، فالمسؤولية الوطنية تجلت في أبهى صورها من خلال “الجميع مسؤول عن الجميع”، وهو مقياس ودليل كبير على مدى تحضر ورقي المجتمع الإماراتي، فالكل متكافل ومتضامن وعلى ثقة كبيرة بأن الالتزام كما هو واجب ومسؤولية.. فهو كذلك تشريف يكتسبه كل من يُشارك بالجهود العظيمة التي قربت التعافي الكامل، وهو بالتحديد ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال إشادته بجهود خط الدفاع الأول الذين وصفهم سموه بـ”فخر الإمارات الأبيض” تقديراً لجهودهم خلال الإشادة بعمليات منح اللقاح التي فاقت الـ1.275 مليون جرعة بالقول: “بجهود فخر الإمارات الأبيض، نجحنا في تقديم أكثر من مليون و275 ألف جرعة لقاح إلى المواطنين والمقيمين في الدولة.. وهذا يؤكد نجاح سير عملية التطعيم ضد كورونا، نشكر القائمين عليها ونقدر جهودهم، بتكاتف الجميع سنصل إلى المعدلات المستهدفة سريعاً ونمضي إلى طريق التعافي الكامل بعون الله”.
نعم ننتصر ونؤمن تماماً أن تحصين المجتمع ليكون على ما هو من سعادة وأمان نتاج عقود طويلة من البناء والعمل والجد والتأهيل لنكون في كل مكان أصحاب التفرد بالعزيمة والإنجاز.. ستنتصر الإمارات وتُقدم للعالم مجدداً درساً في مقارعة الأمم للتحديات.


تعليقات الموقع