أبوظبي: الوطن
أظهرت دراسة جديدة قام بها الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة نيويورك أبوظبي الدكتور كوروش صالحي أشتياني بالتعاون مع كبير الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي ديفيد نيلسون، نجاحهم في تكوين وتحديد تسلسل 107 جينوم لطحالب دقيقة من 11 شعبةً مختلفة الأصل ومتنوعة المواقع والمناخات، لاكتساب رؤى حول الاختلافات الجينية في الطحالب الدقيقة الموجودة في المياه المالحة والمياه العذبة. اكتشف الباحثون أيضًا أن التركيبات الجينية للطحالب هذه تظهر محتوى جيني واسع الانتشار من أصل فيروسي.
وتم نشر الورقة البحثية التي تحمل عنوان “تسلسل الجينوم على نطاق واسع يكشف عن تأثير الفيروسات في تطور الطحالب الدقيقة”، والتي نُشرت في مجلة “سيل هوست أند مايكروب” Cell Host & Microbe، والتي عرض فيها الباحثون التسلسل الكامل لـ 107 جينوم مختلف من الطحالب الدقيقة. وبالإضافة إلى جينومات الطحالب المتسلسلة حديثًا، تضمنت الدراسة جينومات الطحالب الدقيقة من المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية للتحقيق في الاختلافات الجينية بين الطحالب الدقيقة في المياه المالحة (البحرية) والمياه العذبة. وقد أدت مقارنة الجينومات إلى استنتاج مفاده أن أنواع المياه العذبة والبحرية لها اختلافات جوهرية في الأغشية النووية والخلوية، حيث احتوت جينومات الأنواع البحرية على نسبة أعلى من جينات ذات أصل فيروسي.
وتصف الورقة البحثية الاختلافات بين الطحالب البحرية وطحالب المياه العذبة والتي تعكس كيفية تعامل الكائنات الحية مع المياه المالحة. وقد تساعد هذه النتائج في توجيه جهود الهندسة الحيوية المستقبلية لتطوير سلالات نباتية تتكيف مع النمو في المياه المالحة، وهو أمر أساسي لتحقيق الأمن الغذائي محلياً وإقليمياً. ويُظهر اكتشاف العائلات الفيروسية في أنواع الطحالب البحرية أن العديد من الجينات كانت مشتركة بين الفيروسات والطحالب في الماضي، ربما بسبب العدوى الفيروسية، وقد احتفظت بها الطحالب لمساعدتها على التعامل مع التحديات الخاصة بالمواطن. توفر هذه النتائج وجهات نظر جديدة حول المساهمات الإيجابية التي يمكن للفيروسات أن تقدمها في تطوير الكائنات الحية التي تصيبها.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة نيويورك أبوظبي الدكتور كوروش صالحي أشتياني: “يشير اكتشاف الجينات التي تحتوي بشكل أساسي على بروتينات غشائية وفيروسية مشتركة بين الطحالب البحرية الدقيقة من سلالات مختلفة، إلى أهميتها في الحفاظ على سلامة غشاء الطحالب في بيئة مالحة. ويمكن لهذه المعلومات الجينومية الجديدة أن تساهم في قيادة تطوير الزراعة الملحية الحيوية في المناطق التي تكون فيها المياه عالية الملوحة”.
ومن جهته، قال كبير الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي ديفيد نيلسون: “أظهرت الدراسات الحديثة أن الفيروسات تميل إلى أن تكتسب جينات الكائنات المضيفة لها. وتظهر هذه الورقة البحثية أن العكس قد حدث بشكل متكرر خلال تطور الطحالب، حيث يبدو أن الفيروسات تلعب دور رئيسي في تطور الطحالب الدقيقة من خلال التبرع بالجينات على نطاق واسع لسلالات متنوعة”.
ويشير صالحي أشتياني ونيلسون في ورقتهم البحثية، إلى أن الاكتشافات الناتجة عن التسلسل الجيني لأنواع الطحالب الدقيقة تؤكد أهمية النظر في المصادر البيئية للفيروسات وتقييمها لتوقع أزمات الصحة العامة المحتملة في المستقبل.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.