القانون يعزز مساعي اجتثاث “كورونا”
مما لا شك فيه أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية المحددة من الجهات الرسمية المختصة، هو واجب على الجميع، ولا مكان فيه للاختيار، فكل إهمال من قبل أي فرد قد يلحق الضرر بالغير ويتسبب في إصابة آخرين، وبالتالي لا يواكب جهود محاصرة الفيروس التي حققت فيها دولة الإمارات نجاحات كبرى، ومن هنا فإن المسؤولية الجماعية مرتبطة بمدى وعي وحرص كل فرد في المجتمع على سلامة الآخرين، ولذلك يأتي تأكيد النيابة العامة للدولة على ضرورة أن يقوم كل مصاب بفيروس “كورونا” بإبلاغ الجهات الصحية المختصة كأمر إلزامي تحت طائلة العقوبة للمخالفين، وفق ما نص عليه القانون الاتحادي الخاص بمكافحة الأمراض السارية الذي كان واضحاً بهذا الشأن، وهو ما يبين مدى التنسيق والحرص على تعزيز الجهود الوطنية في الدولة والتي تحقق الكثير من الإنجازات المشرفة في مجال حماية صحة الجميع ومحاربة الفيروس.
في المشاريع والمبادرات الوطنية الكبرى، خاصة تلك التي تكون بحجم تحد هائل على غرار مواجهة فيروس “كوفيد 19″، فإن حجم الإنجازات يمكن الاستدلال عليه بالأرقام التي تعكس مدى ترجمة الخطط الموضوعة وما نتج عنها من نجاحات، ولاشك أن دولة الإمارات تواصل بكل ثقة مواجهة “الجائحة” ومنع تفشيها، وهي منذ ظهور الوباء في مدينة ووهان الصينية، كان اللافت في العمل كيفية محاصرة الفيروس ومنع تفشيه، حيث بينت أرقام الحالات المسجلة والمتعافين منها،قوة التوجه ومدى فاعلية الاستراتيجية الوطنية المتبعة ” 343935 حالة شفاء من إجمالي 358583 إصابة مسجلة” حتى يوم أمس، في الوقت الذي تجاوزت فيه الفحوصات حاجز الـ28 مليوناً، وخلال ذلك كان الرهان على الوعي المجتمعي حاسماً في الانتصار الذي يتم تحقيقه بمقارعة أحد أكبر التحديات في جميع دول العالم، واليوم مع حملة التطعيم الوطنية بهدف الوصول إلى مناعة جميع المجتمع، من خلال ما يتم تقديمه من تسهيلات ودعم ورعاية في كافة المراحل التي تحرص عليها قيادتنا الرشيدة لضمان صحة وسلامة كل من يقيم على أرض الإمارات، وتسريع اجتثاث الوباء عبر موازنة دقيقة حرصت على تنفيذها الجهات المختصة بين الإجراءات الاحترازية والوقائية وبين استئناف النشاطات بالطريقة المناسبة، واليوم فإن تجاوز عدد الجرعات المقدمة من لقاح “كوفيد19” الـ5 ملايين جرعة بما يعادل قرابة 53 جرعة لكل 100 إنسان يعتبر النسبة الأعلى عالمياً ويعكس مدى قوة العمل والإنجازات المحققة، وبما يعني أن قرابة 41% من سكان الدولة قد تلقوا اللقاح، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التركيز يتم على كبار السن من مواطنين ومقيمين والذين تلقى 48.46% منهم اللقاح مما يبين أهمية الجهود والإنسانية المتبعة التي تعبّر من خلالها الدولة على ما تنعم به من قيم ومحبة وتآلف وحرص على جميع شرائح المجتمع، فأبواب الجهات المختصة المفتوحة دائماً والجهود الصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها تبين أن العمل يتم على قلب واحد لتجاوز الفترة الدقيقة والوصول إلى القضاء التام على “الجائحة”.
لقد أظهرت الإرادة والتصميم والثقة أن أهل الإمارات لا يتهيبون المواجهة مهما بلغت التحديات، ولديهم من الإرادة والتصميم والقدرات ما يكفل قهر أي تحدي، وخلال كل مراحل المواجهة كانت الثقة راسخة بأن القضاء على الفيروس ومحاصرته نتيجة حتمية تجسدها الإنجازات والنجاحات المحققة على الصعد كافة والتصرف وفق مقتضيات كل مرحلة عبر خطط مرنة تجيد التعامل مع كافة الظروف.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.