الإمارات.. “العالم في دولة”

الإفتتاحية

الإمارات.. “العالم في دولة”

دولة الإمارات وطن أثرى مسيرة الإنسانية جمعاء، فجعل الإنجازات والاستراتيجيات مصدر إلهام رسخ موقعه وجهة أولى لكل من كُتب له أن يعيش أو يعمل على أرضه المباركة، فباتت الدولة بفضل مكانتها التي ترسخت بما تعززه من القيم السامية والنبيلة في مجتمعها قبلة لكل الراغبين بالحياة الكريمة وتحقيق الأحلام والمشاركة في مسيرة تنمية هي الأكثر زخماً وإنتاجاً حول العالم، ولاشك أن تعدد مجتمع الدولة وفيه مقيمين من أكثر من 200 جنسية وتعايشهم السلمي بمنتهى المحبة والانفتاح قد جعل من دولة الإمارات عالماً بحد ذاته كما وصف ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بمناسبة تقرير “المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021” الذي بين تقدم دولة الإمارات إلى المركز 17 عالمياً في مجال القوة الناعمة، بالقول: “نريد أن نرسل رسالة للجميع بأن دولة الإمارات مستمرة في بناء الجسور مع كافة الشعوب.. ومستمرة في نسج علاقات ايجابية اقتصادياً وتنموياً مع الجميع.. ومستمرة في احتضان ثقافات العالم .. لأننا لسنا دولة في العالم.. بل العالم في دولة”..
كذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أهمية نجاح الدولة في تنظيم الأحداث العالمية الكبرى وحجم المشاركة فيها يعكس الثقة العالمية بقدراتها بقول سموه خلال جولته على معرضي “آيدكس ونافدكس” 2021: “إن الحضور الذي شهده المعرض والمشاركات النوعية.. يعبران عن تزايد الثقة الدولية في دولة الإمارات وإمكاناتها في إدارة الأحداث والفعاليات التي توفر ملتقى للحوار الدولي حول قضايا الدفاع والأمن والسلم وطرح الحلول بشأن أفضل السبل لمواجهة التحديات المشتركة التي يشهدها العالم وتهدد أمنه وسلامه واستقراره”.
لم تكن علاقة دولة الإمارات مع كل من قدم إليها علاقة تعاقدية يوماً.. بل علاقة وطن يحتضن كل من يقصده ويعامله كأحد أبنائه، إذ رسخت قيادتنا الرشيدة منذ تأسيس الدولة مكانتها كحاضنة للإنسان وتضع مصلحته دائماً في قمة الأولويات وصدارة الاهتمامات، فالأخلاق والقيم وأصالة المجتمع والمنظومة الأخلاقية النبيلة والتشريعية والقانونية التي تنعم بها الدولة أرست ترابطاً كبيراً بين جميع المكونات، وكانت التجربة الوطنية كفيلة بأن تقدم للعالم أجمع الدليل على أن الإنسانية هي الجسر الأقوى الذي يجمع بين الشعوب مهما تعددت الأعراق والثقافات واللغات وغير ذلك، فما تقدمه الدولة من تسهيلات جعلتها واحدة من أكثر الوجهات العالمية تفضيلاً، خاصة أنها قدمت نموذجاً جديداً للقوة التي تحتاجها كل أمة تهدف إلى النهضة الحضارية المنشودة وللكثير مما يقوي مكانتها في المجتمع الدولي، فالوضوح في المواقف والثبات في دعم القضايا العادلة والمحقة والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وبناء العلاقات المشتركة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل بهدف مواجهة التحديات بشكل يستند إلى التعاون والتنسيق المشترك، بالإضافة إلى قوتها الاقتصادية والتركيز على القوة الناعمة الشديدة التأثير والتي تتوافق مع متطلبات الزمن الحاضر وتحقق النتائج التي تتمناها جميع الشعوب بالإضافة إلى التقدم العلمي والريادة المحققة قياساً على حجم الإنجازات خاصة أنها تقدم خلاصة تجاربها لكل من يطلب المشورة ويريد أن يتقدم.. جميعها عوامل أكدت أن الإمارات تحقق قفزات حضارية متسارعة بتميزها وتفردها وما تشكله مسيرتها من إلهام لأن الإنسانية حاضرة دوماً في كل توجه للدولة.
يد الخير والمحبة والسلام التي تمدها دولة الإمارات إلى جميع الأمم والشعوب التي تشاركها ذات المبادئ والمثل العليا، هي الانفتاح وما تحتاجه الشعوب التي تؤكد كيف أن الإلهام الذي تحققه دولة الإمارات بمسيرتها وتجربتها وإنجازات تجعلها في المقدمة دائماً.


تعليقات الموقع