قائد العطاء الإنساني

الإفتتاحية

قائد العطاء الإنساني

جميع الأمم وشعوب عشرات الدول تحمل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الكثير من الوفاء لمواقفه المشرفة التي كانت خير نصير للبشرية عندما تألمت، وهي وإن كانت تجسيد لمواقف الكبار في الظروف الصعبة التي عانى منها العالم جراء الجائحة الوبائية “كوفيد19″، فإنها في الوقت ذاته مسيرة متواصلة دائماً عبرت عن أصالة الوطن الأكثر تفاعلاً مع كل ما تحتاجه الإنسانية، وفي الوقت الذي شهد العالم الكثير من الارتباك في أغلب دوله خاصة العريقة منها، كان ثبات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقدرته على قهر التحديات وما أعلن عنه من مبادرات ودعم لعشرات الدول بمثابة بلسم يداوي الكثير مما أصاب الملايين حول العالم، فكانت الناقلات الوطنية تقصد أقاصي الأرض حاملة الدعم الإغاثي والمعنوي لكل محتاج ولمئات الآلاف من الكوادر الطبية لتعزيز مساعي وجهود الجيوش البيضاء في معركتها المصيرية مع ذلك الوباء الغامض العابر للحدود، ومن هنا يأتي اختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أفضل شخصية دولية في الإغاثة الإنسانية، ليؤكد أن رجال المواقف التي تصنع التاريخ يعكسون بجهودهم القدرة على قهر التحديات والانتصار على كل ظرف طارئ وهو ما تحتاجه البشرية في واحدة من أصعب وأدق الظروف الطارئة التي عانت منها منذ أكثر من قرن كامل.
تعابير من قبيل “لا تشلون هم”، باتت العنوان الكبير لوطن لا يعرف أي خيار إلا الانتصار وتحويل كل تحد إلى فرصة، ومبادرات نبيلة عبر عنها أغلب قادة العالم هي دروس في سجل البشرية الذي تُدون فيه أعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الجليلة بمداد من نور، هي أفعال الكبار والقادة الذين يجيدون التعامل مع أصعب المحطات التي يمكن أن تحتاج خلالها البشرية من يحملون لها عالياً مشعل الأمل بأفعالهم ودعمهم ومواقفهم، ولم تستثن مبادرات الدعم الإنساني أي محتاج وكعادة دولة الإمارات فالإنسان هو الهدف دائماً وإحداث التغيير الإيجابي في حياته وتحسين أوضاعه نحو الأفضل بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لغتة أو أي شيء آخر.. فالإنسانية وقيمها ومقومات دعمها هي الأساس، وحتى من يختلف معنا لم تكن مواقفه لتشكل عائقاً أمام شريان الحياة الذي انطلق من أرض الوطن المباركة حاملاً معه ما يلزم لكل جهة يقصدها بالمساعدة، لتبقى دولة الإمارات الأمل الذي لا يتوقف عن الدعم وترجمة القيم النبيلة التي يحملها شعبها من خلال الأفعال على أرض الواقع.
وهذا كله عزز الأمل بالغد ومهما كانت التغيرات المتسارعة فإن الإنسانية ستنتصر وسيكون القادم أفضل لجميع الشعوب، وهو ما أكدته دراسة أعدها “مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل”، تبين أن الغالبية العظمى من شباب الوطن متفائلون بمستقبل الإمارات والعالم خلال الخمسين عاماً القادمة، وهذا الإيمان الراسخ ناتج عن ما ينعمون به في وطن علم أبناءه أن القدرة على تعظيم الإنجازات دائماً هي الأساس، وما تحفل به دولة الإمارات من نهضة حضارية وتقدم وازدهار رغم كل التحديات التي يمكن أن تكون مرحلة طبيعية، يعزز الأمل ويشحذ العزيمة والهمم بأن القدرة على تحقيق الأفضل هي قناعة راسخة تجسدها مسيرة وطن عظيم يرسم المستقبل ويستعد له ليكون امتداداً للحاضر المشرق.

 


تعليقات الموقع