وداعاً صاحب القلب الكبير

الرئيسية مقالات
مريم النعيمي: كاتبة إماراتية

وداعاً صاحب القلب الكبير

 

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لمحزونون، لقد ترك بصمات واضحة في مسيرة التنمية الشاملة لدولة الإمارات يشار إليها بالبنان في شتى الميادين وخاصة في مجال الاقتصاد والصناعة والتنمية والتعليم والطب وتفرعت منها مبادرات رائدة وهي “جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز” و”جائزة الشيخ حمدان للعلوم الطبية”، كما أن إنسانية فقيد الوطن امتدت للقاصي والداني في مجال العمل الخيري والإنساني في شتى بقاع الأرض فقد أقيمت العديد من المدارس والعيادات والمساجد والمساكن.. وكان سبباً في رسم البسمة والفرح وتحقيق أحلام الكثير من المحتاجين.
كما أنه في نهضة دبي منذ الستينات كانت بصمات المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، واضحة وكبيرة في ترأس العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية أهمها هيئة كهرباء ومياه دبي وهيئة الصحة بدبي وشركة دبي للألمنيوم المحدودة وشركة دبي للغاز الطبيعي ومركز دبي التجاري وطبعا من أهم المناصب وزيراً للمالية ، وهو رمز لنقاوة القلب ولقب بـ “راعي القلب الكبير” المتواضع صاحب الابتسامة الصافية التي تنبع من القلب وتدخل القلوب بصدقها وعفويتها.
لقد قضى المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، عمره في خدمة الوطن من خلال وضع الخطط والبرامج التي تنمي من اقتصاد دولة الإمارات وترجمها وفق استراتيجيات كبيرة في مجالات عدة منها الصحية والتعليمية والرياضية والصناعية والطاقة والثقافة وتخطيط المدن وهذه الاستراتيجيات تُرجمت لواقع ملموس ومبادرات رأت النور ودعمت الحركة العمرانية والتجارية والتعليمية والصناعية ، كما كان للرياضة نصيب كبير من خلال دعم الشباب والحركة الرياضية في الدولة، إضافة إلى الاهتمام بالخيول العربية الأصيلة والمشاركة في السباقات العالمية وتحقيق العديد من الانتصارات التي يشار إليها بالبنان في هذا المجال .. وغيرها من المبادرات والإنجازات التي لا يسعفني في هذا المنبر الحديث عنها، ولا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا في هذا المصاب في الإرث العظيم والدروس والحكم والعبر التي سنتشاركها مع الأجيال القادمة لنهل ما يلزمنا ونحن نعيش الفخر والاعتزاز بمن قدموا كل شيء لننعم بما نحن فيه اليوم.

 

mariamalmagar@gmail.com

 


تعليقات الموقع