الإمارات .. موعد مع العالم
أقل من 170 يوماً تفصل العالم عن “إكسبو 2020 دبي” التجمع الأكبر المرتقب اقتصادياً وثقافياً، لنكون على موعد جديد مع التاريخ بكل ما للحدث من أهمية لبحث الكثير من القضايا والتحديات التي تهم الكوكب ومستقبل الأجيال في التجمع الذي قد لا يشهد له العالم مثيلاً حتى وقت طويل، في حدث يعتبر إلهاماً لما يمثله من أمل وما يحمله من بشائر التعافي التام من جائحة “كوفيد19” وتداعياتها، ومناسبة تجتمع فيها دول العالم للتعريف بخططها واستراتيجيتها ونظرتها للمستقبل، منصة تجمع صناع القرار والشخصيات الرسمية والمعنيين والمهتمين والزوار من 190 دولة لبحث القضايا الأكثر إلحاحاً والتحديات التي تستوجب التعاون والتنسيق الجماعي، ولا شك أن اختيار شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل” فيه الكثير من الدلالات التي يهدف “إكسبو” لتحقيقها وما يمثله من فرصة تكون منطلقاً لاستراتيجيات كبرى وخطط عمل خلال الحدث الذي درجت العادة أن يُقام مرة كل 5 سنوات لما يستوجبه من قدرات وإمكانات هائلة للدولة المضيفة.
الحدث الاستثنائي في دورته المرتقبة يكتسب أهمية مضاعفة، إذ يأتي في الوقت الذي تخبط فيه العالم وعانى الكثير جراء “الجائحة”، وبالتالي أن تمضي دولة الإمارات بقوة لاستضافة الحدث.. فهو تأكيد على قوتها وما تنعم به من قدرات خارقة وطاقات متفردة ومتميزة، وسوف يكون انعكاساً يعرف العالم أكثر بمسيرة وطن الإبداع والابتكار والإلهام والقيم والأصالة، وانطلاقاً من ذلك فإن الجميع يستعد ويعمل وبكل طاقة ممكنة منذ قرابة الـ10 سنوات ، وهذا ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بالقول: “إكسبو 2020 مرآة للإمارات بتاريخها وثقافتها العريقين وشهادة لإنجازاتها وأصدق تعبير عن طموحاتها التي لا تعرف الحدود”.
في مناسبة جديدة تؤكد دولة الإمارات قدرتها على تنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى، ولاشك أن تاريخاً طويلاً أكدت من خلاله الدولة برؤية قيادتها الرشيدة إمكاناتها وذلك في مناسبات كثيرة عكست العزيمة بالتفرد والقوة بالتنظيم والإرادة باحتضان كافة المشاركين من دول العالم، والتي كان لها الفضل بتحقيق الكثير من الأهداف التي تتعدى فوائدها الحدود الجغرافية لأي دولة وتستهدف خير العالم أجمع، وإن كان الهدف من “إكسبو دبي” وما يُنتظر أن يحققه من نتائج شديد الأهمية لكونه سيحدد التوجه العالمي للفترة القادمة حول القضايا الأكثر إلحاحاً، فهو كذلك دعوة مفتوحة لتعزيز التعاون والتنسيق تجاه مختلف العناوين التي باتت شأناً دولياً، كما تتجلى أهمية “إكسبو” سواء بدلالاته الرمزية التي تواكب الاحتفال بيوبيل الدولة الذهبي، أو من حيث جدواه وما يمكن أن يقدمه من فكر متميز سيترتب عليه الكثير من الآليات ضمن الطموح الوطني لـ”الخمسين عاماً القادمة”، فنحن في وطن يعمل للمستقبل مبكراً ويعزز توجهه عبر قراءة معمقة تجيد استشراف القادم ومعرفة متطلباته، فضلاً عن الإدراك التام بأن خوض السباق نحو الغد مسؤولية الجميع، والابتكار والإبداع ليسا من الزمن الذي كانا فيه عبارة عن طفرات أو حالات معدودة، بل إن الأمم الشجاعة التي تدرك عِظم مسؤولياتها وطموحاتها غير المحدودة تعمل لتجعل منها حالة عامة ومناهج عمل راسخة، ومن هنا تتجلى أهمية الاستراتيجية الوطنية باستقطاب العقول والكفاءات والقدرة على استخراج كافة الطاقات الخلاقة وتوجيهها لصالح الجميع.
العالم يوجه نظره إلى الإمارات ويواكب استعداداتها وهو يعلم تماماً أي حدث غير مسبوق في تاريخ البشرية ستقدمه دبي، لأن الجهود المتفردة سوف تنتج حدثاً أكثر تميزاً، والإنسانية بآمالها وأحلامها تبحث دائماً عن الجديد والحديث وما يمكن أن يولده من أفكار، ومن هنا كان التعبير في جميع الدول عن الرغبة في نيل شرف المشاركة بالحدث، حيث عودت الإمارات العالم أجمع على احتضانه وفتح أبواب المستقبل أمامه، وتنبيه الجميع لمسؤولياتهم الواجبة.. ولأنها أرض القيم والإنسانية حيث التاريخ الأصيل والحاضر المزدهر والاستعداد للمستقبل، ستقدم للعالم أجمع نجاحاً نحو حقبة جديدة سيُكتب عليها الكثير.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.