السلام ثقافة حياة

الإفتتاحية

السلام ثقافة حياة

رغم أن الكثير من المعايير يمكن الاستناد إليها لمعرفة التقدم الحضاري لأي أمة وازدهارها، ومنها مؤشرات التنافسية حيث تبرز إلى الواجهة قطاعات رئيسية من قبيل الصحة والتعليم والاستراتيجيات الوطنية التي يتم العمل عليها في مجالات حيوية من قبيل الأمن الغذائي ومدى الإلمام بمتطلبات العصر ومفاتيحه كالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والقدرة على المساهمة في الحراك العلمي وكل ما يمكن أن يؤدي إلى تحقيق نجاحات وإنجازات تعكس الازدهار المنجز في مسيرة أي أمة.. بدورها تبقى ثقافة السلام من الأكثر أهمية في حياة الإنسانية جمعاء، فحيث تكون تعطي الانطباع التام على هوية شديدة الدلالة بأن كل مقومات العمل والنجاح متوافرة وفاعلة وأن مسيرة التطور قابلة للاستمرار والبناء عليها لما توفره هذه الثقافة من مقومات لا غنى عنها لكل نجاح مرتقب أو يتم العمل عليه.
تؤمن دولة الإمارات منذ قيامها بأن القيم سلاح وزاد للشعوب وأن السلام ركيزة أساسية يجب أن تقوم عليها العلاقات بين الدول، ومن خلاله يمكن تعزيز الانفتاح والتعاون للتعامل مع متطلبات العصر المتسارع وتحدياته، لذلك كانت دائماً تقدم تجربة عظيمة النتائج وتحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي، فمواقفها ورؤاها السديدة التي تعبر عنها وتؤكد أهميتها في جميع الأوقات باتت نموذجاً للعمل والتعاون الواجب في المحافل الدولية، ومن هنا تسارع أغلب الدول لتبني طروحاتها ورؤاها وبرامجها، فالحكمة والوضوح والشفافية هو ما تتسم به السياسة الإماراتية من خلال وضعها مصلحة الإنسان في كل مكان فوق كل اعتبار، وقدمت من خلال جهودها المباركة الكثير من المساعي التي أثمرت نجاحات في محافل السلام العالمي وتأكيد أهميته وما يمكن أن يمثله من فرصة حقيقية لانتقال العالم إلى مرحلة لم يعد القبول بوجود أي بديل لها ممكناً، وهي مرحلة السلام الذي يجب أن يسود والقضاء على كل ما يمكن أن يكون عثرة أمام اتساع رقعته كالعنف والإرهاب والنزاعات، ورفض عدم الالتزام بالقانون الدولي وما ينص عليه من شريعة ملزمة واجبة الاحترام من قبل الجميع، ولا شك أن تجربة الدولة هي أكبر ما وصله الطموح البشري عبر تقديم نموذج متفرد للمحبة والسلام من خلال احتضان رعايا أكثر من 200 جنسية ينعمون بالمعنى الحقيقي للحياة، بحيث أثبتت للعالم أجمع أن السلام والمحبة هما الفطرة الطبيعية ومن خلالهما تعلو أصوات الحكمة الواجبة، ويكون الإبداع والابتكار من السمات الراسخة في أي مسيرة يمكن أن تعبّر عن قناعاتها المماثلة في كافة قطاعات الحياة، فرفض العنف والعنصرية أياً كانت أسبابها مواقف راسخة في السياسة الإماراتية وقيادتها الرشيدة، في حين أن كل يد ممدودة بالخير ومحملة بالقيم تحظى بكل الدعم اللازم، فدائماً كانت دولة الإمارات تشدد على أن السلام هو انتصار للحضارة والتطور والتقدم والاستقرار، وثقافة حياة لا بديل عنها لكل أمة تريد أن تنتصر لمسيرتها نحو المستقبل، وبدورنا نعيش أسمى معاني الاعتزاز والفخر ونحن نرى الإلهام الذي تقدمه مسيرة وطننا لحياة البشرية جمعاء وأجيالها.


تعليقات الموقع