السلام أساس التعاون الدولي
دائماً تكون القرارات الكبرى للقادة العظماء على قدر طموحات الشعوب، ولاشك أن السلام هو القرار الأكبر والأكثر أهمية للتعامل مع مختلف محطات التاريخ، واليوم يتابع العالم والكثير من دول المنطقة النتائج التي يتم البناء عليها بعد معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، وكيف أوجدت مجالاً رحباً للتعاون في مواجهة مختلف التحديات وتطوير الكثير من القطاعات الشديدة الأهمية التي تعكس مدى تقدم الشعوب ودقة توجهها المستقبلي، وهو ما يلمسه الجميع من خلال نتائج السلام التاريخي بين الإمارات وإسرائيل وتنطلق من ثوابت تواكب الواقع ومتطلباته، ولا شك أن مباحثات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي يائير لابيد وزير خارجية دولة إسرائيل، التي ركزت في جانب كبير منها على التعاون في مجالات من قبيل التكنولوجيا والطاقة النظيفة والتغير المناخي وتقنيات الزراعة والمياه ومكافحة التصحر والنقل والصحة، تشكل المواضيع الأهم لجميع الدول والشعوب، والتحديات الأكبر لأي مسيرة تنمية.. تعكس أهمية السلام والتنسيق المشترك والعمل على إحداث نقلات قوية في مختلف الميادين، وهو لم يكن ممكناً لولا اتفاقية السلام التي مهدت لكل جهد مشترك منتج ومثمر.
السلام بوابة التقدم لجميع الدول، فهو حصيلة إرادة سياسية قوية، ويؤمِّن التنسيق تجاه كافة التحديات وترسيخ التعاون وما يشكله من فرصة تاريخية لمنطقة اختبرت لعقود الآثار الناجمة عن غيابه قبل أن يرى النور بقرار إماراتي يمهد لمرحلة من التقارب والحداثة القابلة للبناء عليها لحاضر ومستقبل الجميع.
في وطننا أنجزت القيادة الرشيدة عبر توجهها الاستراتيجي ومبادراتها، الكثير من الإنجازات لصالح المنطقة والعالم، فهي تسير واثقة من رؤية راسخة تصنع المستقبل وتعزز الحضارة الإنسانية، وتؤكد دائماً بأن السلام من أهم القيم الإنسانية وأشدها تأثيراً، فهو قرار الشجعان وهدف النبلاء وبوابة التطور والانفتاح وأساس التعاون والتآخي الإنساني الواجب، ومن هنا تثبت معاهدة السلام الإبراهيمي التي تمت بين الإمارات وإسرائيل أهميتها كمفصل تاريخي، وهي نتاج فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث السلام أسرع الطرق لبلوغ جميع الأهداف، وبينت حركة التاريخ والزمن أنه الحل الوحيد لتعزيز التنمية وأقرب الطرق لإيجاد توافقات خلاقة ومنتجة.
النقلات الكبرى يصنعها قادة عظماء، ويبقى السلام العادل والشامل المبني على رغبة حقيقية في الانفتاح والتقارب والتعاون الحل الوحيد نحو حاضر مزدهر ومستقبل مشرق لجميع الأمم، وهذا هو نهج قيادتنا الرشيدة المتميز في شجاعته وأهميته ونتائجه.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.