وطن التسامح والرسالة الإنسانية
“التسامح واجب وكل البشر أخوة” من العبارات الخالدة التي أكدها مؤسس أجمل الأوطان وأكثرها ثراء بالقيم وكل ما يرتقي بالإنسانية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، القائد الذي تنبض القلوب محبة باسمه ووفاء لإرثه العظيم واقتداء بنهجه وتتخذ من كل ما أكده دستور حياة تعمل من خلاله، “زايد الخير” الخالد أبداً وصانع عدد من أكثر صفحات التاريخ مجداً وعزة وقوة ومهابة بالحق، وتأكيد أهمية الانفتاح والتآخي وقبول الآخر وضرورة مساعدة المخطئ وإعادته إلى جادة الصواب ومسامحته ونجدته، وها هي الإمارات اليوم قلب العالم وروحه وعنوان رسالته الواجبة، الوطن الذي يفيض حباً وإنسانية وتعبر مثله ومآثره الحدود بمواقف قيادته الشجاعة والإنسانية ومبادراتها التي عملت لخير البشرية على الصعد كافة وهي تؤكد السير على نهج القائد المؤسس لتلهم وتثري وتمهد طريق الإنسانية نحو السلام والاستقرار والمحبة، وتثبت أن القيم زاد كل رحلة عنوانها الخير وليست مجرد دعوات، هنا حيث الإمارات وطن الرحمة والعدالة ومد جسور التلاقي مع جميع أمم وشعوب الأرض بمختلف أديانها وعاداتها وثقافاتها ولغاتها، حيث القيم واحدة والإنسانية تتسع الجميع، ولا أدل على ذلك من المجتمع الإماراتي الذي يستقطب مقيمين من مختلف أصقاع الأرض كأبناء ينعمون بالحياة الكريمة حيث لا كره ولا عنصرية ولا تعصب ولا تمييز ومنظومة قانونية وتشريعية شديدة في الدقة والوضوح، فكان أن قدمت الإمارات أجمل صور التعايش وأكثرها قوة وأنتجت مجتمعاً تعددياً زاده غنى التنوع الذي يحفل به.
في اليوم العالمي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر كل عام، ننعم أننا نعيشه في وطننا على مدار الأيام، وخصصت قيادتنا عاماً له وأتبعته ببرنامج وطني وجعلت للتسامح وزارة وغير ذلك الكثير.. ثم كان الحدث الأبرز على المستوى العالمي إذ تم تعزيز الجهود كافة عبر “وثيقة الأخوة الإنسانية” بفضل رؤية وحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أحد أبرز صناع السلام وقادة الإنسانية عبر التاريخ، الوثيقة التي سرعان ما تبنتها الأمم المتحدة إيماناً بأهميتها كمرحلة فاصلة في رحلة البشرية نحو تحقيق أهدافها في الانفتاح وجعلت لها يوماً هو “اليوم العالمي للأخوة الإنسانية”، وباتت القيم عنوان كل فعالية تنظمها الدولة على مختلف ربوعها وجميعها أحداث عالمية، وخلال ذلك كله ومنذ بزوغ فجر اتحادنا الشامخ كان الدعم الإنساني سواء بالمساعدات أو عبر مشاريع التنمية لعشرات الدول التي تستهدف صالح الإنسان والانتقال إلى وضع أفضل دون أي تفريق بل دائماً تستهدف تلك المواقف النبيلة المجتمعات التي تعاني جراء أي ظرف كان في دليل حي ومتواصل على التسامح وأهمية الانفتاح الإنساني الذي تحرص عليه قيادتنا انطلاقاً من أصالة وطننا الشامخ والقوي بقيمه أخلاقياته.
الإمارات وطن جعل القيم والعمل للإنسانية ضمن أولوياته الاستراتيجية، فالتفرد والتميز وتعزيز الاستجابة الإنسانية تجاه كافة المناطق المحتاجة، وهنا حيث تستكين الإنسانية مطمئنة في حصنها واثقة من حماة عرينها ونبل خصال الشعب الذي أكد للعالم أنه قادر على كل ما من شأنه الإسهام في صناعة الحضارة والازدهار والتقدم وترسيخ الإنسانية والتعبير عنها في كل ميدان ومحفل.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.