الإمارات وروسيا شراكة استراتيجية متميزة

الإفتتاحية

الإمارات وروسيا شراكة استراتيجية متميزة

 

 

تشكل الأرقام دليلاً وشاهداً كبيراً على قوة العلاقات بين الدول، وهي لغة واضحة بحد ذاتها ومعياراً للشراكات الكبرى، ومن ذلك ما تشكله العلاقات بين دولتي الإمارات وروسيا الاتحادية من ترجمة للحرص المتبادل على تعزيزها وتمتينها والارتقاء بها، وفي لغة الأرقام يظهر الجانب الاقتصادي شديد الأهمية كونه رافعة للكثير من القطاعات ويحقق جانباً كبيراً من الخطط التي يتم العمل عليها، وهو ما بينه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، خلال استقبال معالي ميخائيل ميشوستين رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية في مقر “إكسبو”، إذ عبر سموه عن مدى ما تتميز به العلاقات بالقول: “علاقاتنا مع روسيا متميزة، ٨٠٪ من الاستثمارات العربية في روسيا إماراتية و٩٠٪ من استثمارات روسيا في العالم العربي في الامارات. لدينا ٤٠٠٠ شركة روسية ونحن الشريك التجاري الأكبر لروسيا خليجياً”.

إذ أن الإمارات أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا بنسبة 55% من إجمالي التجارة الروسية الخليجية، والتبادل التجاري غير النفطي خلال النصف الأول من العام 2021 بلغ نحو 2 مليار دولار، بنمو تجاوزت نسبته 80% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.. وهذا جانب أيضاً مما تعكسه لغة الأرقام عن قوة الشراكة التي تشهد حرصاً متبادلاً على الارتقاء بها لما يواكب تطلعات القيادات في البلدين الصديقين ولتحقيق مصالح شعبيهما، خاصة في ظل ما يميز العلاقات الاستراتيجية من احترام متبادل وتنسيق مشترك في الكثير من القطاعات وتعاون على أعلى الدرجات وفق إرادة سياسية تؤمن بإمكانية فعل الكثير على الساحة الدولية والتعامل مع الأزمات التي تشهدها عدد من المناطق، من خلال مباحثات متواصلة وتبادل لوجهات النظر وتغليب الحرص على تعزيز التفاهمات وفق ما تمثله الشراكة الاستراتيجية من أهمية.

العلاقات الإماراتية والروسية تشكل ثقلاً استراتيجياً كبيراً على الساحة الدولية، مع التأكيد الدائم على أهمية السلام والتعامل بوضوح مع كافة الملفات وتأكيد أهمية التعاون الدولي وآثاره التي يمكن أن تنعكس بالإيجاب على المستويات كافة، وهي تجسد الإيمان المشترك بضرورة العمل بكل فاعلية والحرص على تحقيق نقلات أكبر من حيث تعميق التعاون والعلاقات التي تعتبر نموذجاً حضارياً بين الدول الخليجية والعربية من جهة، وروسيا من جهة ثانية، خاصة أنها تعود لعقود طويلة ومبنية على الصداقة والعمل الهادف لتحقيق مصالح جميع الأطراف والتوجه منها برؤى ثابتة نحو المستقبل الذي يهم الجميع.


تعليقات الموقع