الكونغرس العالمي للإعلام بات منصة عالمية معرفية تعمل على تعزيز التعاون والتواصل والابتكار في المشهد الإعلامي العالمي

اتجاهات مستقبلية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية
الكونغرس العالمي للإعلام

 

 

بات الكونغرس العالمي للإعلام، الذي تنطلق فعاليات أعماله اليوم ويستضيفه مركز “أدنيك” في أبو ظبي، منصة عالمية معرفية تعمل على تعزيز التعاون والتواصل والابتكار في المشهد الإعلامي العالمي، في ظل التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي وتداعياته المختلفة على شتى المجالات، والتي من بينها وسائل الإعلام المختلفة. وتجمع أعمال الدورة الحالية للكونغرس العديد من الخبراء وصُنّاع المحتوى وقادة الفكر في مجال الإعلام؛ لاستكشاف أحدث الابتكارات والاتجاهات الحديثة، فضلًا عن دراسة التحديات من أجل رسم مستقبل قطاع صناعة الإعلام على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واللافت للنظر أن أعمال الدورة الحالية للكونغرس العالمي للإعلام تستهدف استقطاب طيف واسع من شباب الإعلاميين والمبدعين، من التخصصات المرتبطة بقطاع الإعلام للمشاركة في فعالياته؛ الأمر الذي يسهم في إكسابهم خبرات جديدة وتعريفهم بممكنات صناعة الإعلام، والأدوار التي تقوم بها وسائل الإعلام وإسهاماتها في تعزيز نهضة المجتمعات؛ بهدف تطوير قدرات جيل متمكن من المواهب الشابة القادرة على الإسهام في تطوير منظومة إعلامية شاملة، تضمن استمرارية تطور القطاع في المستقبل، وتواكب أهم تطوراته وتغيراته. وهو الأمر الذي يعكس التزام الكونغرس العالمي للإعلام بتقديم تجربة تعليمية وتثقيفية متكاملة، تسهم في إثراء المحتوى الإعلامي وتطوير القدرات الإعلامية.
وفي هذا الإطار، تناقش فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام دور الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على وسائل الإعلام. وفي الواقع، فإن هناك العديد من الإيجابيات التي يتركها توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام؛ مثل توفير محتوى إعلامي أكثر اهتمامًا بالجمهور، وتوليد العناوين والمقالات والتقارير، بطريقة أسرع للجمهور، وتحليل البيانات وتوجيه الإعلاميين والصحفيين لاتخاذ القرارات الصحيحة والمدروسة؛ وذلك من أجل جذب الجمهور.
لكن، على الجانب الآخر هناك العديد من التداعيات السلبية للذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام والصحافة، والتي أولها، تهديد الوظائف، حيث يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام إلى تقليص الحاجة إلى العنصر البشري من خلال استبدال بعض الوظائف الإعلامية والصحافية بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وثانيها، فقدان الحَيْدَة الإعلامية من خلال تحليل البيانات وتوجيه المحتوى وفقًا لتفضيلات الجمهور؛ ما قد يؤدي إلى تعزيز الآراء المتشابهة وتقليل التنوع الإعلامي. وثالثها، خطورة تداول الأخبار الكاذبة والتضليلية، وهو ما قد يؤثر على المصداقية وثقة الجمهور بالإعلام والصحافة عمومًا. وأخيرًا، قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام والصحافة إلى تهديد الخصوصية والأمن الإلكتروني، حيث يمكن أن يتم جمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين دون علمهم أو موافقتهم؛ وهو ما يشكل تهديدًا لخصوصيتهم وأمنهم الإلكتروني.
وإيمانًا بأهمية الدور الذي يضطلع به الكونغرس العالمي للإعلام في النهوض بقطاع الإعلام واستشراف مستقبله، يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بوصفه شريكًا معرفيًّا رسميًّا في فعاليات هذه الدورة، عبر مجموعة من الأنشطة والحوارات، إضافة إلى الدراسات البحثية حول موضوعات عدة سيتركز جانب كبير منها حول الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والابتكار والاستدامة، لمناقشة مستقبل الإعلام عالميًا، وتمكين الجيل القادم من المفكرين والمبدعين في مجال الإعلام، والإسهام في فهم التغيرات التي يشهدها مجال الإعلام؛ وهو ما سوف يُمكِّن صناع المحتوى والمهتمين والإعلاميين من اتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمواجهة هذه التحديات واستغلال الفرص.
ختامًا، إن الكونغرس العالمي للإعلام يُعد فرصة ثمينة لتقديم رؤى بحثية، وأفكار هادفة حول هذا القطاع الحيوي، بما يسهم في صياغة مستقبل قطاع الإعلام العالمي.


تعليقات الموقع