لا للتهاون..
ألهمت الإمارات بنهجها القوي واستراتيجيتها الوطنية في مواجهة “كوفيد19” العالم أجمع، وشكلت مسيرتها في الاستجابة والتعاطي اللازم مع متطلبات كل مرحلة نموذجاً فريداً يعكس ثقة تامة في الانتصار والحفاظ على صحة المجتمع وسير الحياة الطبيعية، ونفخر أننا أول دولة حققت التعافي من “الجائحة” واستأنفت كافة القطاعات فيها نشاطها بنسبة 100%، مع مواصلة إجراء الفحوصات بطريقة ميسرة جداً واستمرار الحملة الوطنية للتلقيح، وذلك في الوقت الذي لا تزال الموجات المتحورة من الوباء تشكل أزمة حقيقية للكثير من دول العالم، وليس أدل من ذلك أن يتم تسجيل ما بين 60 ألفاً و100 ألفاً من الإصابات الجديدة خلال يوم واحد في عدد من الدول الأوروبية.
الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات عظيمة وجبارة لكنها لا تعني انتهاء التحدي بشكل تام، فنحن على غرار جميع دول العالم نواجه تحدياً استثنائياً وغير مسبوق في حياة البشرية منذ أن ضرب وباء “الإنفلونزا الإسبانية” العالم قبل أكثر من 100 عام، فهو عدو خفي عابر للحدود يحتاج أكثر درجات الحيطة والتنبه والعزيمة والصبر، ومنذ ظهوره في مدينة “ووهان” الصينية نهاية العام 2019، أثبتت الإمارات قدراتها وعزيمتها على التعامل الأمثل وتكللت جهودها بنجاحات وإنجازات عظيمة استندت إلى رؤية بعيدة وشجاعة ومرونة في التعامل مع كل مرحلة، والأهم هو الوعي المجتمعي والإحساس الكبير بالمسؤولية الواجبة عبر الالتزام التام بالإجراءات الوقائية المحددة من قبل الجهات الرسمية المختصة، وقد تراجعت الإصابات المسجلة في جميع إمارات الدولة إلى درجة كبيرة لم تتجاوز العشرات خلال فترة معينة، في الوقت الذي كانت حالات الشفاء بين المصابين بالمئات أي أضعاف الحالات الجديدة المسجلة.. وهو نجاح مبهر لمسناه جميعاً في كافة مفاصل الحياة ومن خلال الفعاليات الكبرى والمهرجانات التي تحتضنها دولة الإمارات وتحظى بزيارة الملايين من كافة أنحاء العالم للنهل من تجربتنا والتزود بالإرادة والعزيمة والأمل بالقدرة على اجتياز المرحلة الدقيقة.
لا بديل عن مواصلة الالتزام بالإجراءات والتوجيهات، وكل تهاون بها سيشكل تهديداً حقيقياً للإنجازات وخطراً على صحة المجتمع، وتأكيداً من قبل من قبل من لا يلتزمون على افتقادهم للحس الواجب.. في حين أن التقيد هو دليل حرص تام على تحصين الإنجازات وإحساس تام بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والإنسانية الواجبة، وكل فرد في المجتمع يحمل أمانة كبرى بين أن يكون عنصراً مفيداً للمجتمع أو العكس، فكل من لا يلتزم يشكل مصدر خطر ونقطة ضعف في كافة الجهود الهادفة لمواصلة نعمة الحياة السليمة وسوف يتحمل وزر أي إصابات قد تحصل جراء الإهمال واللامبالاة التي تصدر عنه.. الالتزام واجب وأمانة وأخلاق وتصرف يعكس قيم حامله.. نلتزم نسلم جميعاً وهو اختبار حقيقي لإرادة كل منا ومدى حرصه على مجتمعه وجميع مكوناته.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.