إن بدل المخاطر من شأنه الاعتراف علناً بتضحيات العاملين في مجال الرعاية الصحية

العاملون الطبيون في السنة الثالثة من الوباء

الرئيسية مقالات
سانديب جوهر:كاتب في "نيويورك تايمز"

 

العاملون الطبيون في السنة الثالثة من الوباء

 

 

 

بينما يستعد العاملون في مجال الرعاية الصحية لدخول السنة الثالثة من الوباء، فإننا نواجه خيبة أمل وإنهاكاً على نطاق استثنائي. واجه كثيرون منا الموت والمرض أكثر من ذي قبل في حياتنا المهنية.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية قد توفوا بسبب فيروس «كورونا» بين يناير 2020 ومايو 2021.

وبوصفي طبيباً في مستشفى تعليمي كان واحداً من أكثر المستشفيات تضرراً في نيويورك، فقد شاهدت مباشرة الفوضى التي جلبتها هذه الجائحة. يشعر بعض زملائي بالإحباط بل وبالغضب تجاه المرضى الذين اختاروا البقاء من دون تلقيح أو عدم ارتداء الكمامات، ويدخلون المستشفى الآن بسبب فيروس «كورونا»، مما يفرض مخاطر إضافية علينا وعلى عائلاتنا.

وفي هذه البيئة يصبح الاستنزاف حتمياً. وقد وجدت دراسة استقصائية لعمال الرعاية الصحية في النصف الثاني من عام 2020 أن 1 من كل 5 أطباء وممرضات أكثر يفكرون في ترك مهنتهم في غضون عامين. واليوم، تعاني المستشفيات من نقص في الموظفين، حتى ونحن نعمل في ظل موجة فيروسية أخرى.

وبالوسع فعل شيء للمساعدة، بل ويتعين أن نفعل هذا. يجب البدء بتوفير بدل مخاطر للعاملين في الرعاية الصحية الذين يواصلون الخدمة في الخطوط الأمامية للجائحة. وقد يكون الموظفون في أميركا مثلاً والذين يعملون مباشرة مع «المواد البيولوجية الخبيثة» مثل فيروس «كورونا» مؤهلين بالفعل للحصول على مثل هذا الأجر.

يعكس هذا التعريف بالتأكيد حالة العاملين في مجال الرعاية الصحية في غرف الطوارئ ووحدات العناية المركزة والأجنحة الطبية اليوم.

في الكونغرس، اقترح الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء تشريعاً لبدل المخاطر الممول فيدرالياً للعاملين في مجال الصحة، ولكن لم يتم تمرير أي قانون في هذا الشأن. وفي مايو 2020 أقرَّ مجلس النواب حزمة إغاثة تسمى «قانون الأبطال»، التي سمحت بدفع 200 مليار دولار كبدل مخاطر للعمال الأساسيين – لكنها فشلت في مجلس الشيوخ في غياب الدعم الكافي. وفي نفس الشهر، اقترح عضو مجلس الشيوخ ميت رومني عن ولاية يوتاه مكافأة «باتريوت» للعاملين الأساسيين، والتي قد تصل إلى 12 دولاراً في الساعة لمدة ثلاثة أشهر. ولم تجرِ الموافقة أيضاً على اقتراحه.

وأنا لا أُسلم لوهم مفاده أن بدل المخاطر سوف يعالج الإجهاد والسخط المنتشرين على نطاق واسع في مجال الرعاية الصحية. ومن المؤكد أن بعضها يسبق الوباء. إلا أن بدل المخاطر يعني الاعتراف بحجم الأعباء الكبيرة التي فُرضت على مقدمي الرعاية الصحية الذين يعملون في ظروف لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل قرن من الزمان، ويعترف بأن المجتمع ملزم بالتعويض.

وعلاوة على ذلك، فإن الكثير من العمل الأساسي في المستشفيات يؤديه عمال ذوو أجور منخفضة – متدربون طبيون، ومساعدون في التمريض، والحاضنون، والممرضون – الذين لا يكسبون في كثير من الأحيان إلا أقل القليل من أجر المعيشة لدعم الأسرة. إن الحارس الذي يقوم بتنظيف غرف الفحص في أميركا يتقاضى أقل من عشرين دولارا في الساعة. ويمكن لبدل المخاطر لهؤلاء العمال أن يحدث فارقاً مالياً حقيقياً.

وأيا كانت الخطة المحددة، فإن المبلغ المحدد بالنسبة للعديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية لن يكون بنفس القدر من الأهمية التي يمثلها الامتنان والإقرار. الطب مهنة إنسانية، وعلى العاملين في مجال الرعاية الصحية واجب رعاية المرضى. ولكن النظام الاجتماعي يعتمد أيضاً على المعاملة بالمثل والإنصاف.

إن بدل المخاطر من شأنه الاعتراف علناً بتضحيات العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأن يقدم تعبيراً ملموساً عن الشكر بما يتجاوز التصفيق بالأيدي، أو القرع العلني للأواني والصحون. إن هذا يتعلق بإظهار الدعم.عن “الشرق الأوسط”

 


تعليقات الموقع