التجارب التي أجريت خلال المهمة كانت ضرورية جداً ولازمة لنجاح أيٍّ من مهمات استكشاف الفضاء

إنجاز جديد في مجال الفضاء

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية

إنجاز جديد في مجال الفضاء

 

 

 

 

لا يكاد يمر يوم إلا وتحقق دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً جديداً، سواء في المجال السياسي أو المجال الاقتصادي أو المجال الاجتماعي أو المجال العسكري أو المجال العلمي والتكنولوجي، وأحدث هذه الإنجازات كان إنجازاً فضائياً حققه صالح العامري، أول رائد محاكاة فضاء إماراتي وعربي، حينما نجح في قضاء فترة مدتها ثمانية أشهر في بيئة معزولة كلياً عن العالم الخارجي بهدف إجراء مجموعة من التجارب العلمية التي تستهدف دراسة المشكلات الطبية الحيوية والنفسية لدى البشر الناجمة عن العزلة في الفضاء وتقييد الحركة، وذلك ضمن المهمة «سيريوس 21» في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية.

لقد حظيت هذه المهمة التي بدأت في 4 نوفمبر 2021 وانتهت في 3 يوليو 2022، باهتمام بالغ من قبل الأوساط العلمية الفضائية، فطاقم المهمة الذي تكون إلى جانب العامري من 6 رواد أساسيين من وكالتي «ناسا» الأمريكية و«روسكوزموس» الروسية، عمل في جسم محكم الإغلاق يحاكي مركبة فضائية، لفهم آثار العزلة في الجانبين النفسي والفسيولوجي البشري ودعم الاستعدادات لمهام استكشاف الفضاء التي تستغرق فترات طويلة.

كما أن التجارب التي أجريت خلال المهمة كانت ضرورية جداً ولازمة لنجاح أيٍّ من مهمات استكشاف الفضاء؛ فمن جهة تشكل عمليات محاكاة الفضاء سلسلة من الاختبارات الميدانية، التي يتم إجراؤها قبل إطلاق البعثات الفضائية الحقيقية، بهدف محاكاة ظروف الفضاء، ومن ثَّم فإنها تساعد في الحفاظ على سلامة رواد الفضاء وصحتهم، خلال رحلات استكشاف الفضاء الطويلة المدى، وفهم العلوم الأساسية لهذه المهمات. وهي من جهة أخرى تمدّ المجتمع العلمي بالبيانات الضرورية الكفيلة بالمساعدة على خوض مزيد من مهام اكتشاف الفضاء الطموحة.

إن هذه التجربة الفريدة أكسبت العامري، بلاشك، الكثير من الخبرات، فبرغم حديثه عن بعض التحديات والصعوبات التي واجهته، فإنه نجح في قضاء فترة العزل، وهيثمانية أشهر، كما نجح بمعاونة زملائه في إجراء العديد من التجارب التي ستزود المجتمع العلمي بالعديد من النتائج المهمة في مجال استكشاف الفضاء، بما يدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الساعية إلى دعم القضايا والتحديات التي تواجه البشرية.

إن مثل هذه الإنجازات من شأنها أن تدعم المسيرة العلمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن دعم مسيرة الدولة نحو اكتشاف الفضاء وتحقيق مشروعها الطموح فيه، فمن ناحية كانت نتائج المهمة “سيريوس 21” تصل تباعاً إلى فريق علمي مكون من أربع جامعات إماراتية تستخدمها في أبحاثها الخاصة بعلوم وظائف الأعضاء والنفس والأحياء، ولاسيما أن هذه الجامعات قدمت بعض الأبحاث التي تتعلق مباشرة بالتجارب التي أجريت خلال المهمة. ومن ناحية ثانية تساعد مثل هذه المهام في تشكيل كوادر مواطنة في مجال الفضاء وصقل مهارات رواد الفضاء الإماراتيين وإكسابهم المزيد من الخبرات التي تؤهلهم لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة لهذا القطاع الحيوي. ومن ناحية ثالثة، تسهم هذه المهام في تعزيز برنامج “المريخ 2117″، الذي تهدف دولة الإمارات من خلاله إلى إنشاء مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر.

إن هذا الإنجاز الجديد يضاف إلى إنجازات ضخمة سبق أن حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أن قررت بشكل رسمي في عام 2014 دخول السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، بإعلان إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، في خطوة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة الساعية إلى بناء رأس مال إماراتي بشري، في مجال تكنولوجيا الفضاء، والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة.

 


تعليقات الموقع