الثقافة من مقومات تقدم الأمم ومرآة تعكس الحرص على بناء الإنسان المنفتح والواثق من قدراته، وهي في وطننا مكون راسخ كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة التطوير والازدهار، لأهمية دورها في مسيرة الوطن ضمن رؤية شاملة كفيلة بأن ترسخ موقع الإمارات كمنارة وعاصمة عالمية للثقافة، لما تمثله من مرتكز أساسي لنهضة الإمارات الحضارية كما بين سموه في إحدى المناسبات بالقول: “نحن في دولة الإمارات نعتبر العلم والثقافة جزءاً لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها”.. بالإضافة إلى كونها جسراً بين الأمم تحرص الإمارات على تدعيمه كما أكد سموه خلال إحدى الفعاليات بالقول: “الثقافة كانت وما زالت جسراً للتواصل والتعارف والحوار بين الشعوب والحضارات، وليست مصدراً للصدام أو الصراع كما يتوهم المتطرفون والمتشددون”.
جهود كبرى على امتداد أراضي الدولة من خلال استراتيجيات وطنية تدعم القطاع الثقافي لدوره في جذب المبدعين من مختلف أنحاء العالم لما يؤمنه من فرص ترضي طموحاتهم، حيث أن رؤية حكومة الإمارات تستهدف رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5% في المستقبل القريب.. ولا شك أن تجاوز المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع الصناعة الثقافية والإبداعية عتبة الـ36 ألفاً يبين أهميته المتنامية كاقتصاد إبداعي وما بلغته الإمارات من مكانة رائدة ضمن أكثر الوجهات تفضيلاً في مختلف القطاعات بما فيها السياحة الثقافية.
لا الجغرافيا ولا اختلاف اللغات والعادات بين الإمارات وأي دولة حول العالم وقفت يوماً عائقاً أمام تقريب المسافات والتلاقي الثقافي، وبنظرة عصرية حرصت الإمارات على امتلاك كل مقومات الارتقاء بالإنسان وما يثري الفضول للمعرفة وتطوير الفكر البشري ضمن ما تحفل به من مصادر القوة الناعمة لتكون بكل جدارة واستحقاق وجهة إقليمية وعالمية رائدة لجميع المتعطشين للنهل من معينها الثقافي والأدبي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة خاصة أنها وطن القيم والانفتاح والسلام والتآخي الإنساني الذي يتسع الجميع.. ولإيمانها بأن الثقافات على تعددها تتلاقى وتكمل بعضها كونها ترسم صورة المجتمع البشري ومسيرة تطوره وتحمل في ثناياها الكثير من الآمال المشتركة.. لذلك عملت الدولة على احتضان أكثر المنشآت والصروح تطوراً كالمتاحف وتنظيم المهرجانات والتعريف بالمكتشفات الأثرية الضاربة بعمق التاريخ وإقامة الأنشطة والفعاليات والمنشآت من مكتبات متميزة ومراكز ثقافية ومسارح وإطلاق المبادرات والجوائز والحفاظ على التراث تعبيراً عن عمق انتمائها واعتزازها بمسيرة الآباء والأجداد وتاريخها الغني، كما أثبتت حضورها الفاعل في المحافل الدولية المختصة فعززت موقعها كواحة يرتفع فيها مشعل الفكر والأدب والعلم وكل ما يؤصل التوجه الثقافي الهادف في مجتمعها كوجه بارز للهوية الوطنية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.