على نهج “زايد الخير”

الإفتتاحية

 

 

بكل الفخر والاعتزاز يحمل أبناء الإمارات في قلوبهم وعقولهم إرثاً عظيماً ومشرفاً يتمثل بالحرص على عمل الخير المتأصل في مجتمعهم بفضل رمز الخير الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، الذي جعله منهاجاً راسخاً في حياة الأجيال، فالتجاوب والقدرة على صناعة الفارق في ميادين العطاء لصالح الدول المحتاجة يعكس قيماً حية انطلاقاً من نبل المشاعر والإحساس بكل من تجمعه الإنسانية مع شعب الوطن، وتتعاظم مسيرة الخير بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، رمز الإنسانية ورجلها الأول بجهوده المباركة وأياديه البيضاء التي حملت الخير إلى أقاصي الأرض وهي تغيث المحتاجين وتنشر الأمل وتبدد الألم.. وكم سيحفل التاريخ بإنجازات عظيمة لزعيم رفع لواء الإنسانية بعزيمة لا تعرف المستحيل وحمل الأمانة بشجاعة لإغاثة الملايين وشكلت مواقف سموه محطات فارقة عالمياً في الكثير من الأوقات التي كان الارتباك فيها يسود المشهد الدولي.. وهي ذات الرسالة التي أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بقول سموه: ” في اليوم العالمي للعمل الإنساني نستذكر زايد الخير، ونستذكر رسالة الخير لدولة الإمارات.. ونشكر جهود جميع العاملين المخلصين في هذا القطاع.. وأشكر جهود ١٤٥ ألف متطوع في ٩٧ دولة ساعدونا في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد للوصول ل٩٠ مليون مستفيد في ٢٠٢١..والقادم يحمل خيراً أكثر بإذن الله”.

استجابة الإمارات الإنسانية المتعاظمة لا تعرف الحدود ودون أي مقابل ولم تكن يوماً رهناً بموقف سياسي أو تبعاً لدين أو عرق أو طائفة أو غير ذلك.. بل لأهداف إنسانية بحتة، كما يتميز العمل الخيري فيها بكونه عملاً مؤسسياً وتتكاتف فيها الجهود لتكون بكل جدارة في صدارة المانحين، وللتدليل فقد بلغت مساعداتها الخارجية  13 مليار درهم في آخر 20 شهر”، وكما تصنع التاريخ بالريادة فهي تزين صفحاته عبر جسور التلاقي مع مختلف الشعوب بعطائها وبذلها وقدمت شهداء في سبيل الإنسانية خلال قيامهم بواجبهم بكل شجاعة في أكثر الأماكن خطورة حول العالم، وتواصل رفع سقف التحدي وتوسيع مظلة المستفيدين دعماً لحق الجميع في الحياة الكريمة خاصة أنه وفق الأمم المتحدة فإن الاحتياجات الإنسانية ترتفع بشكل قياسي إذ أن إنساناً من كل 33 بحاجة مساعدات وحماية، والملاين في عشرات الدول بأمس الحاجة للإغاثة وغير ذلك مما يؤكد حجم التحديات المتزايدة وأهمية العمل الجماعي.

في “اليوم العالمي للعمل الإنساني” الذي يصادف 19 أغسطس، ويقام تحت شعار “يد واحدة لا تصفق” لتأكيد أهمية تضافر الجهود وتسليط الضوء على بطولات القائمين بالعمل الخيري وتعزيز التحالف الدولي.. يبرز النموذج الإماراتي برؤية عصرية تؤكد ضرورة التعاون والتحرك العاجل لدرء المخاطر وتحسين حياة المجتمعات الضعيفة والحد من معاناتها وإيجاد أوضاع أفضل لها.


تعليقات الموقع