محمد بن زايد يضع العالم أمام مسؤولياته

الإفتتاحية

 

 

برؤية قائد عالمي يدرك حجم التحديات والمخاطر والظروف الدقيقة التي يمر بها العالم، وأهمية العمل الجاد والتشاركي لمستقبل البشرية، فإن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال ترؤس سموه وفد الدولة المشارك في مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب27″، في مدينة شرم الشيخ، تشكل تأكيداً لحجم مسؤولية المجتمع الدولي والخطوات اللازمة، وعبر ما تتميز به من الوضوح والشمولية وتبيان حجم التحديات والقدرة على تجاوزها في حال انتقال الجهود العالمية إلى مرحلة الالتزام الفعلي والكفيل بإحداث التقدم المطلوب في العمل المناخي، وبنظرة ثاقبة بيّن سموه أهمية مسيرة الإمارات الرائدة بإنجازاتها وتوجهاتها وبعدها التاريخي العائد لعقود طويلة بفضل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”.. ومؤكداً سموه دور الإمارات كمصدر موثوق وآمن ومسؤول للطاقة على المستوى العالمي وتركيزها على خفض الانبعاثات والعمل للاستدامة وحماية البيئة وحفظ الموارد الطبيعية، وانتهاجها المبادرات الحديثة والاستباقية على مستوى المنطقة من قبيل الحرص على تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 وتبيانها لأهمية العمل الجماعي الذي يبدو جلياً من خلال الشراكات الاستراتيجية التي تعقدها، ودعمها بمبادرات مؤثرة على صعيد تحقيق فوائد كثيرة أهمها الحفاظ على الأمل بالقدرة على تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض، وإيجاد مهارات ووظائف جديدة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة والعمل المناخي وما توجده من فرص اقتصادية وتنموية.

كلمة صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” أمام عدد كبير من قادة العالم تشكل تحذيراً من حجم التحديات المتنامية ومحفزاً للتحرك في سبيل مواجهتها، كما أنها تضع الجميع أمام مسؤولياتهم لضمان مستقبل البشرية، فكما شدد سموه على أهمية تحقيق السلام والحوار ووقف الحرب.. كذلك بين أيضاً دقة الظرف الذي يعيشه العالم مؤكداً أنه “وقت حرج” يتطلب توحيد الجهود لمعالجة التحديات المعقدة لحماية “الأرض الواحدة” للعالم  والتعامل مع العمل المناخي على أنه فرصة للابتكار وإيجاد الحلول وتنويع الاقتصاد.. كما يعكس تأكيد سموه على أن “مستقبل الأجيال القادمة يعتمد على القرارات والإجراءات والخطوات التي يتم اتخاذها في الوقت الحالي” عزيمة الإمارات الهادفة لإحداث الفارق في مساعي العمل الدولي أثناء احتضان العالم خلال “كوب28” في دبي العام القادم من خلال دعم تنفيذ مخرجات المؤتمرات السابقة وإنجاز أول تقييم عالمي للتقدم في “اتفاق باريس للمناخ” والتي ستشكل اختباراً لمدى التزام كافة مكونات المجتمع الدولي في العمل المناخي.

مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه” مع عدد من قادة الدول المشاركة تعكس الحرص على تعزيز التعاون، فالعالم ينتصر بعزيمة القادة الذين يجيدون رفع سقف التحدي لصالح الإنسانية، وجهود سموه خارطة طريق للتعامل مع التغيير المناخي الذي أصبح يؤثر على الاستقرار والأمن العالميين، وتشكل دعماً استثنائياً ورؤية لوصول البشرية إلى بر الأمان.


تعليقات الموقع