“زايد للأخوة الإنسانية” رسالة سلام عالمية
الأخوة الإنسانية تشكل توجهاً راسخاً في مسيرة دولة الإمارات منذ أن جعلها القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من أسس اتحادنا المجيد وثوابت حياة في مجتمعنا ومسيرة وطننا وما يميزه من انفتاح على جميع الأمم المؤمنة بحتمية التلاقي الإنساني، كما أنها تشكل مناهج ومنارات نحو المستقبل الذي تعمل له قيادتنا الرشيدة ليكون العالم أكثر ترابطاً وتعايشاً وتعاوناً، وهي جانب من رسالة الإمارات التي يتبناها العالم ويحرص على تعميمها تعبيراً عن ثقته المطلقة بجهودها المباركة ومساعيها النبيلة وما تعمل عليه وفق رؤية وعزيمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ومبادرات سموه التي تثبت قدرة استثنائية على صناعة الفارق في رحلة البشرية للتلاقي والتعاون نحو عالم تسوده المحبة والتعايش، وخاصة لما تشكله “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي رأت النور في أبوظبي عاصمة المحبة والسلام من محطة فارقة سارع العالم لتبنيها وتخصيص يوم دولي لها.
انطلاقاً من الإرث التاريخي للقائد الخالد وسيرته الحافلة بنشر الإنسانية وفضله العظيم تواصل “جائزة زايد للأخوة الإنسانية” مسيرتها في نشر القيم الواجبة عبر تسليط الضوء على النماذج الرائدة على مستوى العالم والتعريف بجهودها، وهو ما تم تأكيد أهميته خلال استقبال قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لجنة تحكيم “الجائزة” في دورتها للعام 2023، وكيف أن المبادئ السامية والنبيلة لوثيقة الأخوة الإنسانية تشكل الأساس الذي سيتم اختيار الفائزين بموجبه، فالإنسانية مظلة تتسع الجميع وتؤمن غطاء من المحبة والتعايش والتعاضد والتفاعل الذي يوحدهم ويعزز الآمال بتحقيق تطلعات كافة المجتمعات لترتقي بمستوى حياتها وجودتها وسعادة أفرادها.
العالم اليوم في أشد الحاجة لجهود الخير والعمل بما توجبه قيمة التلاقي الإنساني، فكل دعوة خير ومحبة هي سراج ينير طريق الإنسانية ويبدد الظلام الذي طالما عانت منه مناطق كثيرة حول العالم ويواجه التعصب والانغلاق ويمد الجميع بالقوة اللازمة لتجاوز تحدياتهم والتغلب عليها وتوجيه البوصلة بدقة نحو مستقبل الأجيال لتكون متحررة من كل ما يعيق استثمار قدراتها وطاقاتها في العمل لأوطانها وتعزيز التعاون نحو المستقبل الذي تتطلع إليه كافة الشعوب.
الأخوة الإنسانية عطاء ومحبة وتكاتف واحترام للتعدد الثقافي والديني وعنوان المجتمعات التي تعمل على تعزيز جودة حياتها وتحرص على مد جسور التلاقي الإنساني مع الجميع من خلال المواقف والمبادرات والجهود والرؤى المستندة إلى أهمية القيم كرسالة عالمية جامعة وحصناً منيعاً يمكن من خلاله بناء الإنسان العصري والقادر على القيام بدوره الفاعل ضمن محيطه والسير جنباً إلى جنب مع كل من يشاركه ذات التطلعات والقناعات النبيلة والوجدانية.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.