الإمارات وتركيا.. علاقات تاريخية وشراكة اقتصادية شاملة
عقود طويلة من التعاون المثمر والبناء يميز العلاقات الاستراتيجية بين دولتي الإمارات وتركيا، وتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما يشكل محطة تاريخية متقدمة ضمن مسيرة العلاقات النوعية وحقبة جديدة في مسار التعاون المشترك نحو مجالات أرحب لفائدة البلدين كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، وذلك خلال التوقيع الذي شهده وفخامة رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية عبر تقنية الاتصال المرئي بقول سموه: “شهدتُ والرئيس رجب طيب أردوغان خلال اتصال مرئي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا.. خطوة نوعية في مسيرة علاقات البلدين.. نسعى من خلالها إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بما يعود بالخير والازدهار على الجميع”.. كما أن “الاتفاقية” تعكس الحرص المشترك على مواصلة توسيع التعاون في مختلف المجالات بالإضافة لكونها تجسد التطور الكبير في العلاقات النوعية خاصة أن مفاعيلها تعزز دعائم الروابط القوية والاستثنائية إذ بيّن سموه أن: “الاتفاقية لا تستهدف فقط تحفيز التبادل التجاري والاستثماري والنمو الاقتصادي المشترك بما يعزز جودة حياة الشعبين الصديقين .. لكنها تؤسس أيضاً لشراكة تنموية حقيقية وبناء مصالح مشتركة وتوطيد علاقات استراتيجية أكثر قوة ومتانة بين البلدين”.
“اتفاقية الشراكة الاقتصادية” تتويج لروابط تقوم على أسس قوية تميز علاقات الدولتين وأهميتها المتعاظمة سواء على مستوى المنطقة أو العالم وهو ما أكده فخامة الرئيس التركي بالقول: “نكتب اليوم معاً فصلاً جديداً في علاقاتنا” مبيناً “أن الجهود المشتركة للجانبين من أجل تعزيز علاقاتهما الاقتصادية الثنائية والتي تقوم على تاريخنا المشترك وثقافتنا وقيمنا تسهم أيضاً بشكل كبير في ازدهار ورفاهية واستقرار منطقتنا والعالم”.. وهو يعكس الرؤية المشتركة التي يتم العمل من خلالها لمواكبة طموحات البلدين والشعبين الصديقين باستدامة التقدم والنمو والازدهار المستند إلى تعاون استراتيجي راسخ والعمل على تحقيق الكثير من المنافع والأهداف من خلال “الاتفاقية” التي تستهدف إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية على 82% من السلع والمنتجات أي ما يفوق 93% من مكونات التجارة البينية غير النفطية، ومضاعفة حجم التجارة البينية غير النفطية من قيمتها الحالية التي سجلت 18.9 مليار دولار في العام 2022 إلى 40 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام”، خاصة أن تركيا الشريك الأسرع نمواً بين أكبر 10 شركاء تجاريين للإمارات، بالإضافة إلى خلق 25 ألف وظيفة جديدة في البلدين بحلول 2031.
الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة تؤكد دائماً أن الإنسانية من أبرز جسور التلاقي الحضاري مع جميع الأمم، ويشكل الدعم الذي تقدمه إلى تركيا لإغاثة منكوبي الزلزال نموذجاً مشرفاً للمواقف التاريخية تعبيراً عن القيم التي تنطلق منها في علاقاتها مع جميع الدول، كما تشدد دائماً على أن العمل المشترك للتنمية يدعم السلام، لذلك تعكس الشراكات مع جميع الدول ومنها تركيا صورة حضارية متقدمة لما يجب أن يكون عليه مستوى التعاون لخير وصالح الجميع.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.