الإمارات .. أسبوع فضائي بامتياز

الإفتتاحية

الإمارات .. أسبوع فضائي بامتياز

 

نحو إنجاز جديد وبصمة مشرفة ضمن مسيرة وطنية شاملة تشاركنا البشرية الفخر بها.. من المرتقب أن يشهد الجميع مساء هذا اليوم حدثاً استثنائياً في تاريخ الإنسانية مع هبوط “المستكشف راشد” على سطح القمر في تمام الساعة 8.30 لتكون الإمارات الأولى عربياً ورابع دولة في العالم تحقق فتحاً علمياً جديداً في الكوكب الجميل لتساهم في فك ألغازه ومعرفة أسراره واستكشاف مواقع لم يسبق أن وصلتها أي مركبة فضاء سابقاً، وليتحول حلم جديد إلى حقيقة ضمن برنامج ملهم يسابق الزمن ويؤكد المكانة المستحقة التي وصلتها الإمارات ضمن مصاف أكثر الدول تقدماً وفاعلية في حدث بارز يترقب المجتمع العلمي نتائجه ليبني عليها وذلك بفضل قيادة تحرص دائماً على رفع سقف التحديات وتعزيز قدرات وطاقات ومهارات الرأسمال البشري وتحقيق الاستثمار الأمثل فيه عبر كوادر وطنية مؤهلة ومتمكنة ومتسلحة بأحدث العلوم وهي موضع اعتزاز الجميع كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بمناسبة تحقيق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” لسابقة عالمية جديدة تدحض اعتقاداً خاطئاً عن القمر “ديموس” التابع للمريخ والاقتراب منه إلى مسافة 100 كيلو متر والتقاط الصورة الأوضح له بأنه ليس كويكباً خارجياً وتم التقاطه ضمن مدار المريخ بل كان جزءاً منه وانفصل عنه، إذ عبر سموه بمناسبة الاكتشاف المذهل عن الفخر بالكوادر الوطنية بالقول: “فخورين بعلمائنا الشباب .. فخورين بعلومنا .. فخورين بمساهمتنا في مسيرة المعرفة البشرية”.

إنجازات الإمارات المتلاحقة في الفضاء ومنها مهمة “المستكشف راشد” لم يكن من الممكن تصورها إلا بفضل قيادة رشيدة تجاوزت طموحاتها حدود الأرض لتطال عنان السماء فجعلت الفضاء ميداناً للمنافسة محدثة تغييراً شاملاً في الصورة النمطية التي سادت لعقود ومفادها أن الفتوحات الفضائية محصورة في عدد محدود من الدول، كما أن البرنامج الوطني لم يكن يوماً لتسجيل شرف المشاركة فقط بل لتأسيس وجود فضائي مستدام يشكل بنك معلومات ثري للمهتمين والعلماء خاصة أن “المهمة” سوف تعمل على إجراء دراسات غير مسبوقة حول كوكب القمر وخصائصه وصفاته الجيولوجية، كما أنه يأتي قبل حدث تاريخي آخر في 28 من الشهر الجاري موعد قيام رائد الفضاء سلطان النيادي بأول مهمة عربية للسير في الفضاء ليكون أسبوعاً إماراتياً فضائياً بامتياز.

مع ترقب العالم الهبوط التاريخي لـ”المستكشف راشد” على سطح القمر بجهود وطنية 100% في حال لم يتم تحديد موعد بديل فإن الحدث مناسبة للفخر إيذاناً بنقلة معرفية ملهمة كانت حتى سنوات قليلة من ضمن الأحلام الكبرى بفعل برنامج وطني فضائي يتعاظم زخمه مع كل نقلة تنجزها الإمارات من المريخ إلى محطة الفضاء الدولية إلى القمر في قفزات شجاعة نحو مشاريع قادمة ندرك بأنها ستتحقق لتجسد قدرة الإمارات الاستثنائية كونها وطن اللامستحيل الذي يختصر رحلة البشرية نحو المستقبل.

 

 

 


تعليقات الموقع