عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية، كلمتي السر اللتين تنادي بها الدول الخليجية وكذلك العربية وعلى رأسها الإمارات لجوارها الجغرافي

تصفير مشاكل “الشرق الأوسط”

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي : كاتب إماراتي

 

تصفير مشاكل “الشرق الأوسط”

 

 

 

 

 

استكمالاً للمناخ السياسي الجديد في منطقة الشرق الأوسط التي دشنتها دولة الإمارات بالزيارتين اللتين قاما بهما مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى كل من تركيا في أغسطس 2021 ثم إيران في ديسمبر 2021، نرى هذه الأيام مؤشرات سياسية عديدة تعبر عن “المزاج السياسي” الجديد في المنطقة من أكبر مؤشرين حدثا خلال هذا الأسبوع “بعد المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران” ويصبان في الاتجاه نحو المزيد من التهدئة والفهم المشترك لأبناء هذه المنطقة هما.

المؤشر الأول: زيارة السلطان هيثم بن طارق آل بوسعيدي، سلطان عمان، بداية هذا الأسبوع إلى طهران حاملاً معه النوايا الحسنة لأبناء المنطقة العربية كاملة وليس الخليج فقط؛ حيث أن زيارته لإيران سبقتها زيارة إلى “قاهرة المعز” مصر التي تستعد هي الأخرى لمرحلة جديدة من العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

المؤشر الثاني: الدلالات السياسية التي حملتها رسائل التهنئة العربية في فوز الرئيس طيب أردوغان بالفترة الرئاسية الثالثة والأخيرة في مسيرته لقيادة تركيا؛ الدولة الإقليمية المهمة.

بل إن هذا الفوز كان “منتظر” عربياً وربما مطلوباً أيضاً في ظل حالة من التحولات الاستراتيجية العالمية التي أبرزت عن وجود تقارب في طريقة التفكير السياسي العربي عموما مع التفكير التركي خاصة في الحرب الأوكرانية-الروسية وهي إنهاءها من خلال الحوار والتفاوض علماً بأن تركيا كانت قد استضافات حوارات سياسية بين الطرفين في بدايات الحرب ولكن لم يكتب لها النجاح نتيجة لرغبة بعض الدول الغربية في استنزاف روسيا.

أحد تلك الرسائل العربية تمثل في الحديث عن نوايا مصرية-تركية لإعادة العلاقات الدبلوماسية وهو أمر (بلا شك) سيكون له تأثيرات سياسية إيجابية على المنطقة بأكملها بما فيها الملف التركي-السوري المتعرقل ولكنه لن يدوم كما يبدو، وقد تصل تلك التأثيرات الإيجابية المنتظر إلى الملف الفلسطيني-الإسرائيلي المعقد نتيجة لأسباب دولية والتنافس الإقليمي.

بتقييم “حال إقليمنا” الشرق أوسطي بين ما قبل الزيارتين اللتين قاما بهما سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان وما بعدها نستطيع القول: إننا أمام مرحلة جديدة أبرز سماتها الرغبة في التعاون المثمر والتشارك في إيجاد الحلول لأزمات المنطقة.

صحيح أن هذه المرحلة لم تتشكل بعد في صورتها النهائية بعد، ولكن ملامحها العامة تُبشر بالخير تثبتها حالة “المزاج السياسي” الذي يسيطر على المنطقة كلها فالجميع يريد التركيز على التنمية وإنعاش اقتصاد بلاده وفق أن الأهداف الداخلية للأوطان تتحقق بالتعاون مع الخارج وليس بالخلاف معه خاصة وأن أزمات هذه المنطقة لم تكن سوى تبعات وتداعيات تدخل بعض القوى الدولية في تسيير المنطقة وفق مصالحها أو رؤيتها الخاصة مع إهمال وجهة نظر أبناء هذه المنطقة المهمة في استقرار المنطقة.

عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية هما: كلمتي السر اللتين كانت تنادي بها الدول الخليجية وكذلك العربية وعلى رأسها دولة الإمارات لجوارها الجغرافي وهما أساس لتطوير كل المجالات الأخرى وخاصة العلاقات الاقتصادية أو ما يعرف في العلاقات الدولية “المصالح المتبادلة” ومنها يمكن تحقيق الكثير من الإنجازات المشتركة.

نظرية “تصفير المشاكل” سابقاً كانت فردية تقوم بها دولة تجاه الآخرين اشتهرت بها تركيا في بدايات حكم حزب العدالة والتنمية منذ عام2003، وانتقلت لتكون مبدأ تطبقه الدول الاخرى في الإقليم ولكن اليوم  هو مبدأ لكل دول منطقة الشرق الاوسط.

 

 


تعليقات الموقع