لعالم يسوده السلام

الإفتتاحية

لعالم يسوده السلام

 

في ظل عالم يموج بالأحداث الخطيرة التي تنذر بفوضى عارمة تبرز الحاجة إلى تبني أصوات عقلاء العالم الداعية إلى نبذ العنصرية والكره والتفرقة والتعصب والتطرف من خلال معالجة أسبابها الجذرية، وهو ما أكدته دولة الإمارات خلال بيانها أثناء المناقشة العامة حول استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب ضمن فعاليات الأسبوع الثالث لمكافحة الإرهاب الذي عقد مؤخراً في نيويورك ويقام كل عامين، مبينة الحاجة الماسة لاتباع نهج الوقاية على المستوى الدولي قبل أن تتحول الكثير من السلوكيات إلى أعمال إرهابية ونزاعات مسلحة، و الأهمية القصوى لاستراتيجية عالمية تعكس الواقع الجديد بتهديداته الملحة لإتاحة الفرصة أمام المجتمع الدولي للاستجابة بفاعلية.

الإمارات لم تكتف يوماً بالدعوات المجردة فقط، بل عملت على إقرانها بالمبادرات والجهود والعمل الهادف والبنّاء بالتعاون مع جميع الشركاء والأصدقاء حول العالم الذين يشاركونها التطلعات نحو عالم أفضل والتي أثمرت إنجازات فريدة على الصعد كافة، مقدمة الدليل الأهم والأكثر فاعلية على سعيها لكل ما فيه خير الإنسانية، وتشكل عضويتها في مجلس الأمن الدولي إضافة ثرية للجهود التي تواكب تطلعات البشرية في الاستقرار والأمن والانفتاح والسلام، ومنها مشاركتها في صياغة القرار التاريخي الأول من نوعه الذي اعتمده “المجلس” بالإجماع بشأن “التسامح والسلام والأمن” والذي يعترف بأن خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع النزاعات وتصعيدها وتكرارها.. وهو ما تم تأكيده خلال جميع المناقشات التي حرصت خلالها الإمارات على توضيح الصورة الحقيقة لجميع المعنيين بكل ما فيها من تحديات تستوجب التكاتف والعمل الجماعي لتحقيق النتائج الكفيلة بحماية الدول وأمن وسلامة المجتمعات.

لا خلاف أن العالم يمر بظروف حرجة ودقيقة مع تزايد الاستحقاقات واحتياجات كافة الدول والشعوب والذي يتطلب تهيئة أجواء أكثر استقراراً للتنمية وتحقيق نقلات نحو المستقبل المنشود، ولكن هذا بدوره يحتاج إلى تحصين حياة الإنسان وقناعاته ومعتقداته ورفض المس بها أو الإساءة إليها بشكل مطلق، وأهمية وضع قوانين رادعة للتعامل مع مختلف الظواهر العنصرية التي يمكن أن تتسبب في كوارث، كما أن أي تساهل مع الكثير من الظواهر السلبية قد يكون مشجعاً لضعاف النفوس وتجار الأزمات ومن يعملون لإحداث الفوضى عبر استغلال ما يمكن أن تؤدي إليه موجة الكراهية من تداعيات ومضاعفات قد تخرج عن السيطرة، ومن هنا فإن القيم الإنسانية النبيلة القائمة على الاحترام والانفتاح ورفض العنف والكراهية والتمييز تبقى الأساس الوحيد الذي يمكن من خلاله بناء مجتمعات حضارية تجمع بينها المحبة والتسامح والتعايش والتلاقي.


تعليقات الموقع