فرسان المستقبل

الإفتتاحية

فرسان المستقبل

 

التنشئة السليمة للأطفال تشكل استثماراً فاعلاً لضمان المستقبل المزدهر، وفي وطن يُعد ليكون الأفضل عالمياً فإن تميز التجربة الوطنية في إعداد قادة الغد ليكونوا على قدر الآمال تؤكده قوة الأسس والمناهج والاستراتيجيات المعمول بها والنتائج المحققة، ومن هنا فإن الأطفال وكل ما يتعلق بهم من تنشئة وحقوق وتنمية لمداركهم والارتقاء بوعيهم يشكل أولوية مطلقة في نهج القيادة الرشيدة التي تحرص على المواكبة الدائمة والمباشرة لهم وإطلاق المبادرات المتميزة وتهيئة كل ما يلزم لكونهم أساس بناء الأجيال المتميزة بقدراتها وتفكيرها عبر مناهج عصرية ومتقدمة، ويعكس حضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، “إطلاق مختبر بيانات الطفولة” في أبوظبي، بحضور سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ما تحرص القيادة الرشيدة على تقديمه من دعم واهتمام أبوي ليكون الإعداد عصرياً ومتميزاً بهدف تحقيق النتائج البناءة والواعدة.

“مختبر بيانات الطفولة” الذي طوّرته “هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة” الأول من نوعه على مستوى المنطقة، نموذج فريد بأهميته من حيث اختصاصاته المتمثلة في جمع وتحليل ومعالجة البيانات المرتبطة بتنمية الطفولة، وذلك لدعم صناع القرار لتمكينهم من إعداد السياسات والاستراتيجيات المناسبة لتبني الحلول واقتراح التوصيات التي تعزز جهود تنمية الطفولة المبكرة بالإضافة إلى ترسيخ قيم التماسك المجتمعي والأسري عبر تهيئة ظروف التنشئة في بيئة سليمة من جميع النواحي، و”المختبر” يشكل إضافة ثرية لما تعمل عليه أبوظبي لاستيفاء أرقى المعايير وأكثرها تطوراً في بناء الأجيال وخاصة من حيث دقة البيانات وآلية التعامل معها وتحقيق الاستفادة القصوى منها بأسلوب متقدم عبر تحليلها وتقييمها وتحويلها إلى سرد قصصي يوضح بشكل جلي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه الطفولة في مرحلة التنشئة المبكرة وبالتالي وضع الحلول الأنسب لها لضمان تحقيق تنمية المهارات الفكرية والذهنية الأمثل للأطفال وتطوير قدراتهم، خاصة أن “المختبر” يؤمن كل ما يلزم للمعنيين والمختصين عبر جمع البيانات من 11 مؤسسة حكومية معنية بتنمية وحماية الطفولة في أبوظبي ليصار إلى تحليلها والتعامل معها من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

رعاية الطفولة وتوفير كل سبل التنشئة السليمة وبناء الشخصية على أسس قوية نهج راسخ بفضل رؤية ومتابعة القيادة الرشيدة وتأكيداً لما تنعم به الأجيال في الإمارات وما يمثله بناء الإنسان فيها منذ سنوات عمره الأولى من أولوية وطنية.


تعليقات الموقع