مواقف حكيمة لإنقاذ السودان

الإفتتاحية

مواقف حكيمة لإنقاذ السودان

 

تؤكد دولة الإمارات أهمية كل جهد دولي قائم على التعاون المشترك للتعامل مع مختلف الأزمات والتحديات وخاصة التي تنعكس تداعياتها على محيطها الإقليمي أو تهدد بانتقال الصراعات ونتائجها إليها، وتحرص على دعم المساعي والخطط والتوجهات الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار على امتداد الساحة الدولية وذلك انطلاقاً من سياستها الحكيمة والمتوازنة وما تؤكده من ثوابت تشدد من خلالها على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وبينت أهميته من خلال ترحيبها بالبيان الختامي الصادر عن “قمة جوار السودان” التي عقدت في القاهرة وأكد على ضرورة حماية السودان والحفاظ على مقدراته ومنع تفككه، ودعا إلى الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.. حيث أنه يتوافق مع ثوابت التوجهات التي تؤكد عليها دولة الإمارات تجاه كافة القضايا والأزمات وتبين دائماً أهمية كل تحرك جماعي لإيجاد حلول سياسية تكون كفيلة باستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعوب للعيش بأمن وسلام والتركيز على التنمية والتطور والازدهار.

الإمارات تبين دائماً أهمية العمل الواقعي والتنسيق المشترك وتدعم كل جهد دولي بناء، وتدرك خطورة ما يمكن أن ينتج عن الصراعات وخروجها عن السيطرة، وفي أزمة السودان الشقيق وعلى غرار كافة مواقفها التاريخية الثابتة سارعت الإمارات إلى تأكيد أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وتفعيل الحوار وحماية المدنيين والوقوف مع كل توجه يجنب السودان المزيد من إراقة الدماء والمعاناة أو المتاهات التي يمكن أن تخلفها الأزمة الراهنة ومنع تمدد النيران نحو مناطق ثانية أو التسبب بالمزيد من الضغوطات التي تثقل كاهل دول الجوار وخاصة ما يتعلق بقضية موجات اللاجئين المتزايدة، في الوقت الذي تعزز فيه الإمارات استجابتها الإغاثية لتأمين الاحتياجات الضرورية للمدنيين وخاصة النازحين منهم في أماكن تواجدهم للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية.

على أطراف النزاع في السودان تغليب مصلحته العليا، لكون البلد بحاجة إلى تحكيم صوت العقل بعيداً عن المعارك أو استمرار صب الزيت على النار التي تهدد مستقبله وتنذر بعودة سنوات أليمة سابقة طالما اكتوى منها شعبه جراء الصراعات والأزمات والحروب الداخلية، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى تحلي طرفي النزاع في السودان بأعلى درجات المسؤولية التاريخية الواجبة، والتجاوب بشكل فعال مع التحركات التي تبديها الدول الشقيقة والصديقة بهدف استعادة الأمن وضبط الأوضاع وتفعيل المسار السياسي لتحقيق التطلعات نحو حقبة جديدة تكون فيها الأولوية لأمن وسلامة جميع مكونات الشعب السوداني بعيداً عن الانقسامات والصراعات.


تعليقات الموقع