الإمارات وتركيا.. شراكة شاملة وواعدة
مباحثات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، مع فخامة رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الصديقة، وهي القمة الخامسة خلال العامين الأخيرين الذين شهدا نقلة نوعية على مستوى التعاون والشراكة الاستراتيجية الشاملة.. تشكل محطة متقدمة على مستوى تعزيز الروابط والتعاون والحرص المشترك على الارتقاء الدائم بها في مختلف المجالات لخير البلدين والعمل للسلام وصالح شعوب المنطقة كما أكد سموه بالقول: “سررت بلقاء الرئيس رجب طيب أردوغان في أبوظبي.. بحثنا تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون الاقتصادي والتنموي بين الإمارات وتركيا إلى الأمام لمصلحة شعبيهما، وأهمية البناء على التطورات الإيجابية في المنطقة لدعم السلام والاستقرار والازدهار لما فيه الخير لشعوبها”، وكذلك فإن منح سموه فخامة الرئيس التركي “وسام زايد” الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لقادة الدول وملوكها ورؤسائها تقديراً لجهوده في تعزيز الصداقة والتعاون على جميع المستويات يبين ما تمثله العلاقات النوعية مع تركيا من أولوية.
الإعلان عن اتفاق مشترك لإنشاء “لجنة استراتيجية عليا” بحضور الزعيمين وتبادل مذكرات تفاهم واتفاقيات بقيمة تبلغ 50.7 مليار دولار لتنويع مجالات الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتوسيع آفاقها يبين حجم التطلعات وما تتسم به العلاقات الإماراتية – التركية من تعاون متسارع بفضل حرص قيادتي البلدين على تنميتها وتوسيع الفرص التي توفرها، وهي علاقات منتجة على الصعد كافة كالاقتصاد الذي يعتبر من أبرز مساراتها وتؤكده اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ولكون تركيا من بين أكبر 10 شركاء عالميين تجاريين للإمارات التي تأتي بدورها ضمن أهم الشركاء التجاريين لتركيا والثانية عربياً والأولى خليجياً، وكذلك من خلال ارتفاع حجم التجارة البينية غير النفطية إلى قرابة 19 مليار دولار العام الماضي بزيادة تتجاوز الـ40% عن العام 2021 وهو مؤشر على زخم التعاون الذي أكدته مباحثات القمة في مجالات حيوية عدة كالاستثمار والتكنولوجيا والتحول الرقمي والفضاء والبنية التحتية والصناعة والطاقة المتجددة لتحقيق نقلات واعدة نحو أقصى الآفاق التنموية، وكذلك التعاون المناخي الذي يواكب تطلعات الإمارات لمشاركات فاعلة في مؤتمر الأطراف “كوب28” .
نموذج حضاري متقدم يميز علاقات الصداقة والتعاون بين الإمارات وتركيا ويبشر بمضاعفة الإنجازات التي تواكب الطموحات باستدامة تعزيز التقدم والازدهار خاصة أنها تستند إلى أسس قوية وروابط تاريخية وإرادة مشتركة لمواصلة البناء عليها، بالإضافة إلى ما تحظى به الدولتان من مكانة رائدة إقليمياً ودولياً وتأكيدهما على أهمية الحوار والدبلوماسية للتعامل مع مختلف الأزمات، ولدورهما الفاعل وعلاقاتهما مع مختلف دول العالم الذي يدرك فاعلية نهجهما وأهمية مساعيهما لتعزيز الانفتاح، وكذلك لتقوية جسور التواصل والتعاون بين العالم العربي وتركيا والتي كان لجهود الإمارات الدور الأكبر فيه بهدف دعم الاستقرار والسلام والتركيز على إعطاء أكبر دفع ممكن لمشاريع ومسارات التنمية لصالح الجميع.
سعيد بن سيف آل نهيان
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.