التعايش طوق نجاة عالمي
القيم الإنسانية من أبرز الثوابت في رحلة البشرية وبحثها الدائم عن الأفضل، ولكن الثابت أيضاً أن ازدواجية المعايير والهوة الكبرى بين بريق الشعارات والتطبيق اللازم لها على أرض الواقع تزداد عمقاً ولا يقلل من خطورة ذلك تبرير ما يتم ارتكابه من مخالفات وإساءات محاولة البعض اعتبارها ضمن “حرية الرأي” المزعومة، فخطاب الكراهية والعنصرية ومحاولة نشر التفرقة وإثارة النعرات الذي يجد رواجاً في عدد من الدول الغربية يشكل انتهاكاً سافراً لجميع القيم التي تتفق عليها جميع الشعوب وتحتاجها، ورغم ما يسببه إقدام بعض المهووسين بالشر على ارتكاب أفعال إجرامية مقززة كالإساءات الدينية وتعمد تكرارها مع كل ما يمكن أن يترتب عليها من ردات فعل غاضبة، إلا أن السلبية المفرطة من قبل بعض الحكومات الغربية وتعمد تجاهل الإدانات الدولية الواسعة لهذه الانتهاكات وتأمين الحماية لمن يقومون بها تنذر بتهديد حقيقي للسلام العالمي في حال استمرت مثل هذه الأعمال الشائنة من قبل من يحاولون إثارة العداوات والفرقة عبر ما يقومون به من أعمال تخالف التوجهات الإنسانية وجهود نشر السلام والتعايش والانفتاح التي تشكل طوق النجاة العالمي للوصول بالجميع إلى بر الأمان.
العالم أجمع يواجه الكثير من التحديات المصيرية التي تتطلب أعلى درجات التعاون والتنسيق والتفاهم لمواجهتها، في حين يطرح تجاهل بعض الدول الغربية لانتهاك حرمة المقدسات والإساءة إليها على أراضيها وحماية من يقدمون على تلك الأفعال التي تهز الضمير الإنساني وتتسبب بموجة غضب واسعة الكثير من الأسئلة حول الأسباب والدوافع التي تقف خلف هذا التجاهل الخطير أو تعمد تبريره تحت أي مسمى خاصة أن العالم اختبر في مرات كثيرة النتائج الكارثية لتجاهل صوت العقل والتساهل مع المسيئين للأديان والمعتقدات رغم ما تسببه تلك التعديات الشنيعة من توتر واستفزاز لمشاعر مئات الملايين حول العالم.
المسؤولية اليوم جماعية وتقع على عاتق جميع دول العالم المؤمنة بالتعايش والانفتاح والتلاقي لتعبر عن رأيها وتتحمل مسؤوليتها في مواجهة المتجردين من كل ما يمت إلى الضمير الإنساني بصلة والمطالبة بمحاكمتهم ووضع حد للجنون والأعمال التي يقومون بها والتي تأتي من خارج السياق الطبيعي للفكر الإنساني، وهو استحقاق على عاتق جميع العقلاء الذين يؤكدون رفضهم التام والمطلق لأي فعل يعكس الثقافة الهمجية والمتطرفة إدراكاً منهم لخطورتها وما يمكن أن تفرزه من نتائج كارثة، فحماية المعتقدات ومنع الإساءة بأي شكل واجب أخلاقي وإنساني لينعم العالم بالسلام والتعايش والتآخي.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.