لا بديل عن التعايش ورفض التطرف
كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، التي أكد فيها سموه أهمية ترسيخ قيم التعايش ورفض التطرف لأي سبب، وذلك بمناسبة ذكرى أليمة سبق وأن شهدها العراق الشقيق، بقول سموه: “الذكرى التاسعة للجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي بحق الإيزيديين وغيرهم في سنجار العراق في 3 أغسطس عام 2014، مناسبة أليمة تذكر العالم كله بأهمية العمل من أجل ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش، ورفض التطرف وازدراء الإنسان بسبب الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق”.. تشكل توصيفاً بالغ الدلالة والأهمية لما يجب انتهاجه لخير البشرية وسلامة كافة مكوناتها، وتعكس رؤية أصيلة لزعيم يُجمع العالم على أنه رمز السلام ورجل الإنسانية الأول بمواقفه ومبادراته وشجاعته وعظيم صنعه، وهي إذ تؤكد أهمية القيم والانفتاح وتدعيم جسور التلاقي واحترام الإنسان وكرامته ورفض العنصرية، تبين كذلك أهمية توحيد الموقف العالمي لتعزيز التواصل ونشر وترسيخ التسامح والتعايش لما تمثله تلك القيم النبيلة من أساس لسلامة المجتمعات وحصن لحمايتها من كافة الأفكار الهدامة.
تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، على أهمية التسامح يمثل جانباً رئيسياً من رسالة الإمارات الحضارية إلى العالم الذي طالما عانى جراء الكراهية والإرهاب، ويأتي في وقت أشد ما يحتاج فيه العالم إلى التكاتف على الخير وتعزيز الانفتاح والعمل انطلاقاً من قيمة التآخي الإنساني الواجبة في ظل ما يشهده من توتر وأزمات خطرة بفعل ظاهرة دعاة التطرف والعنصرية وما يمثلونه من مصدر تهديد للأمن الدولي، وهو استحقاق عاجل يقع على عاتق كافة الدول ومسؤولية جماعية يجب أن تركز على معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف والتعصب، إذ يبقى التعايش المشترك قيمة إنسانية سامية وبوابة لحياة الإنسان الكريمة وضامن لكل ما يتعلق بحقوقه، وعالم اليوم بحاجة ماسة إلى تأكيد أهمية التنوع الديني والثقافي والاجتماعي الذي يميز مسيرة المجتمعات البشرية التي تجمعها وتقويها الأيادي الممدودة بالخير والتشارك والرؤى والعمل للمستقبل.. وليس إلى أعداء الإنسانية الذين يرفضون الآخر ويتخذون منه موقف العداء ويستبيحون جميع حقوقه وأبسطها بما فيها الحق في الحياة، فهؤلاء يمثلون آفة وحجر عثرة بظلاميتهم وفكرهم الضال ومحاولاتهم عرقلة كل انفتاح أو توجه لتحقيق السلام.
ما أقدم عليه تنظيم “داعش” الإرهابي من مجازر وحشية ومنها جريمته النكراء بحق الإيزيديين التي سقط خلالها آلاف الضحايا الأبرياء بين قتيل ومخطوف ونازح ومفقود جراء الإرهاب، وهزت الوجدان البشري وضمير الإنسانية وصنفتها أغلب الدول ضمن جرائم الإبادة، تؤكد أهمية ترسيخ القيم كمناهج أساسية لحياة الأجيال ليعم السلام في العالم وتنتفي منه العنصرية والبغض والكره والتطرف.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.