الأولوية لأمن واستقرار السودان
تؤكد دولة الإمارات قوة سياستها الفاعلة التي تتسم بالحكمة والتوازن والوضوح والشفافية وذلك لما تقوم عليه من أسس صلبة تضع الأمن والاستقرار الدوليين هدفاً رئيسياً لها، وتبين دائماً أهمية مواكبة تطلعات كافة الشعوب للعيش بأمان وسلام وتركيز الجهود على التنمية لتحقيق التطلعات بالتقدم والازدهار والانتقال نحو أوضاع أفضل، كما أن الإمارات وانطلاقاً من توجيهات ورؤى القيادة الرشيدة تقدم للعالم مثالاً مشرفاً على أهمية ثوابتها من خلال ما تحرص عليه من تعزيز للتعاون الدولي للتعامل مع مختلف التحديات وفق توجهات عصرية تركز على أهمية اعتماد الحوار والدبلوماسية وإيجاد حلول سياسية تضمن إنهاء الصراعات والحروب وعدم تكرارها مستقبلاً، وهو نهجها الحضاري تجاه كافة القضايا في الدول التي تمر بظروف صعبة ومنها السودان الشقيق الذي يشهد أوضاعاً مأساوية جراء النزاع المتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف شهر أبريل الماضي، إذ تؤكد الإمارات دائماً على أهمية التهدئة وتغليب صوت العقل ووضع مصلحة البلاد العليا فوق كل اعتبار واحترام سيادة السودان.. ولهذا شددت منذ اندلاع الصراع على ضرورة وقف إطلاق النار وإنجاز توافق وطني بين مختلف الأطراف السودانية، وعملت على تكثيف الجهود الإنسانية ودعم كل توجه إقليمي ودولي يسعى لإنهاء الأزمة والعودة إلى المسار السياسي في السودان.
التوجه الحضاري لدولة الإمارات والهادف إلى تحقيق السلام في السودان يستند إلى أولويات سياسية وإنسانية مطلقة، فهي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف ودون أن تنحاز لأي منها كما أكد بيان وزارة الخارجية الذي أكد رفض الإمارات بشكل قاطع وحاسم الادعاءات حول قيامها بتزويد أطراف الصراع في السودان الشقيق بالأسلحة والذخيرة كما صدر عن إحدى الجهات الإعلامية.. إذ ينصب تركيز الإمارات على تعزيز الاستجابة الإنسانية التي تقوم بها لتخفيف معاناة المدنيين المتضررين واللاجئين الذين دفعتهم الأزمة إلى ترك ديارهم للنجاة بحياتهم، وبكل فخر فقد شكلت المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى المدنيين وخاصة الفئات الأكثر تأثراً شريان حياة سواء من خلال حجم الدعم الإغاثي المقدم والبالغ قرابة ألفي طن من المواد الغذائية والطبية عبر جسر جوي وبحري، أو من حيث المبادرات النبيلة مثل إجلاء العالقين وإنشاء المستشفى الميداني في مدينة “أمدجراس” التشادية والذي يقدم مختلف الخدمات العلاجية للمحتاجين والذين يفوق عددهم حتى اليوم الـ4100 حالة، بالإضافة إلى افتتاح مكتب تنسيق للمساعدات الخارجية الإماراتية في المدينة، وغير ذلك.
الحريصون على السودان يدعمون كل توجه بناء لأجل سلامته واستقراره وصالح شعبه ولمنع انجرافه نحو متاهات جديدة، في حين يحاول تجار الحروب ومن يعولون على الأزمات النفخ في نار الفتن ومحاولة التدخل والتجييش ونشر الشائعات التي يقوم بها الإعلام المغرض لخدمة أجندات باتت معروفة للجميع.. فالمواقف الحقيقية المشرفة التي تنتهجها الإمارات وجميع الدول التي تشاركها الرؤى تبقى الأقوى والأهم التي يحتاجها السودان ليتجاوز أزمته ويستعيد سلامته.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.