أبوظبي – الوطن:
أكدت جلسة نقاشية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وجامعة دبي تحت عنوان “استشراف المناخ: تشكيل مستقبل مرن”، أن التغير المناخي يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثاره.
وبدأت الجلسة التي عقدت بالمركز الإعلامي بالمنطقة الخضراء، ضمن فعاليات الجانبين في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) المقام في إكسبو دبي، بكلمة لمديرها بنجامين ديفيس الخبير في الشؤون الاقتصادية بمركز تريندز للبحوث، قال فيها: “إن وضع منهاج المستقبل أحد أصعب المهام، ويزداد الأمر صعوبة في عصر تغير المناخ”، موضحاً أن تغير المناخ له آثار كبيرة على البيئة والمجتمعات البشرية، مشدداً على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثاره، وبناء مستقبل أكثر مرونة في مواجهة هذه التحديات.
من جانبه قال البروفيسور حسين الأحمد، نائب رئيس جامعة دبي للشؤون الأكاديمية في مداخلة بعنوان “أهمية البحوث الجامعية في التغير المناخي “إن العالم ماضٍ نحو أزمة مناخية في غضون الأعوام الخمسين القادمة”، مؤكداً أن مؤتمر “COP28” من أهم الفعاليات في القرن الحادي والعشرين؛ لأنه يتناول حقاً الإجراءات التي ستُتخذ في مواجهة تغير المناخ.
وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الإجراءات، إذ إن القطاعات كافة تعمل معاً، بما في ذلك القطاع المالي والقطاع الخاص والحكومات، للحيلولة دون ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من درجة ونصف الدرجة في الفترة من خمسين إلى مئة عام القادمة.
وذكر أن جامعة دبي ملتزمة بالعمل من أجل الحد من التغير المناخي، وقد نجحت في إقامة حرم جامعي يتسم بالحياد الكربوني، بحيث لا يلوث البيئة، ولا توجد على الإطلاق بصمة كربونية في جامعة دبي.
وشدد على أهمية البحث العلمي في قضايا التغير المناخي، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم مع “تريندز للبحوث والاستشارات“، من شأنها المساهمة في خلق حالة يستفيد منها كلا الطرفين من خلال إعداد البحوث، خصوصاً ما يتعلق منها بالاستدامة. وقال إن جامعة دبي تعمل مع “تريندز” لضمان أن يكون هناك مستقبل آمن للأجيال القادمة.
بدوره تطرق الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية، بجامعة دبي إلى قدرة التفكير المنظومي لحل الأزمة المناخية، وقال: “إن التفكير المنظومي يسمح لنا بفهم تغير المناخ كظاهرة معقدة ذات جوانب متعددة. ونحن بحاجة إلى تطبيق هذا التفكير في تطوير الحلول للحد من آثاره.”
وأكد أهمية استشراف المناخ وكيفية تحقيق المرونة المناخية، متطرقاً إلى كيفية مساهمة الجامعات والنظام التعليمي في إيجاد وعي وتثقيف الناس بشكل عام.
وحول أهمية اتباع طرق جديدة لمساعدتنا على إيجاد حل لأزمة المناخ، أشار الدكتور الظاهري إلى دور التفكير المنظومي في المساهمة في حل أزمة المناخ، موضحاً أن التفكير المنظومي يمكن أن يساعد من خلال النظر إلى العلاقات والروابط بين العناصر والأجزاء المختلفة في المنظومة البيئية إضافة الى الأدوار المختلفة التي نقوم بها في التفكير المنظومي والنمذجة البيئية والمحاكاة البيئية.
وأشار إلى أن هناك الكثير من التفاعلات بين المكونات الرئيسية والفرعية في هذه المنظومة، حيث إننا ننظر إلى الطبيعة وإلى الاقتصاد والمجتمع والصحة.
وشدد في ختام مداخلته على ضرورة توعية أفراد المجتمع حول أهمية استشراف المستقبل والتفكير المنظومي في حل المشاكل المعقدة مثل أزمة المناخ.
وخلال الجلسة، شارك عدد من الخبراء والأكاديميين في مناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بتغير المناخ، والتي خلصت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار تغير المناخ، وأهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا التحدي، وأوصت بضرورة زيادة الاستثمار في البحوث والتطوير في مجال تغير المناخ، وتشجيع الابتكار في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء، وتعزيز التوعية بقضايا تغير المناخ، وتطوير سياسات وطنية ودولية فعالة للحد من آثار تغير المناخ.
واختُتمت بحوار بين المتحدثين والحضور أكد أهمية ودور مراكز الفكر والبحث العلمي في استشراف الأحداث، بل صنعها، وتقديم روى وازنة تساهم في إيجاد حلول بناءة.
وعلى هامش الحلقة النقاشية بين “تريندز” وجامعة دبي، تم تكريم شما أحمد القطبة، الطالبة المتدربة في “تريندز” لتقديمها دراسة بعنوان “تحفيز التغيير: كيف يشكل النشطاء الشباب أجندة المناخ حول العالم”. وقد أهدت نسخة من الدراسة إلى رئيس جامعة دبي.