دبي – الوطن:
كرّم سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، أمس الاثنين، معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة في دولة قطر، بجائزة أفضل وزير في العالم في دورتها السابعة، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2024.
وهنأ سموه بحضور سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر ، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات، دولة قطر الشقيقة بفوز معالي الدكتورة حنان الكواري بجائزة أفضل وزير في العالم.
وقال سموه: “فوز الدكتورة حنان الكواري بجائزة أفضل وزير في العالم يؤكد وجود كوادر إدارية حكومية على مستوى عالمي في منطقتنا . . الدكتورة حنان أول شخصية عربية تفوز بجائزة أفضل وزير في العالم.. وأبارك لأخي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيس دولة قطر، هذا الإنجاز المستحق”.
إنجازات ملهمة
ومن بين أهم إنجازات وزيرة الصحة العامة القطرية في مؤشر التأثير الاجتماعي والاقتصادي، أحد مؤشرات الجائزة، افتتاح مكتب لمنظمة الصحة العالمية في قطر، لدعم تحقيق أهداف الصحة الوطنية، والإسهام في العمل الصحي العام الإقليمي والعالمي.
أما في مؤشر أثر الابتكار، فقد قادت الوزيرة مبادرة صحية رقمية كبرى للأطفال والمراهقين، صُمّم خلالها تطبيق “جينموف”؛ وهو تطبيق رقمي جديد للمساعدة في زيادة النشاط البدني، وتحسين الصحة وجودة الحياة للأطفال والمراهقين، حيث يوظّف هذا التطبيق المتقدم للألعاب تقنية تتبع الحركة، بالتوافق مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لتوفير تجربة ألعاب فيديو نشطة للأطفال من عمر 8 إلى 15 سنة، تتضمن مهارات مختلفة ومناسبة للأطفال بجميع مستويات اللياقة البدنية.
وفي مؤشر المرونة والجاهزية للمستقبل، أحد مؤشرات الجائزة، تمكنت وزارة الصحة العامة في دولة قطر، بقيادة الوزيرة القطرية، من تحقيق استجابة متميزة لجائحة “كوفيد 19″؛ بإطلاق الخط الساخن “16000” للاستفسارات المرتبطة بالجائحة، وقد توسعت تلك الاستجابة لتمكين الأشخاص من الوصول إلى الخدمات السريرية والدعم. كما قدمت الحكومة العديد من الخدمات الافتراضية، بما في ذلك خط مساعدة الرعاية العاجلة، واستشارات العيادات الخارجية عبر الهاتف، وخط مساعدة الصحة النفسية، وأنشأت خدمة توصيل الأدوية لضمان حصول المرضى على وصفاتهم الدوائية بأمان.
وفي مؤشر الحكم الرشيد والنزاهة، حققت دولة قطر في العام 2022 إنجازاً كبيراً؛ حيث صارت أول دولة تحصل جميع بلدياتها على تصنيف “مدينة صحية” من منظمة الصحة العالمية، ما يعكس التزام قطر بتعزيز الصحة وجودة حياة المجتمع.
الاحتفاء بالنماذج الاستثنائية
وتهدف جائزة أفضل وزير في العالم، التي تنظمها “مؤسسة القمة العالمية للحكومات” بالشراكة مع شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” الشرق الأوسط – إلى الاحتفاء بالوزراء أصحاب الإنجازات الاستثنائية، الذين يمثلون أفضل النماذج الحكومية العالمية الرائدة في تطوير منظومة الفرص المستقبلية، وتصميم وتنفيذ الحلول المبتكرة للتحديات العالمية، بما يدعم بناء مجتمعات مستدامة.
وتعكس الجائزة أهداف القمة العالمية للحكومات، المتمثلة في تسليط الضوء على النماذج الحكومية المتميزة، بهدف تعزيز فرص تبادل الخبرات وإلهام المسؤولين الحكوميين حول العالم؛ حيث تقدم كل عام نماذج حكومية قادت مشروعات ناجحة، وقدمت مبادرات حكومية مبتكرة، وتمكنت من تحقيق النتائج المرجوة منها بأعلى درجات الكفاءة والفاعلية، ونقلت العمل الحكومي في دولها إلى آفاق رحبة من التميز.
وفي نسختها السابعة، تحتفي الجائزة بالإنجازات الملهمة التي حققها الوزراء في مواجهة التحديات، من خلال تبني الحلول الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة، لتطوير خدمات حكومية متميزة، واستراتيجيات وطنية تستبق تحديات المستقبل، وتعرِّف من خلال منصة القمة العالمية للحكومات بالجهود الاستثنائية للوزراء في الحكومات حول العالم لتعزيز التميز في القطاع الحكومي، وتطبيق مبادرات ناجحة وقابلة للتطوير تسهم في النهوض الاجتماعي والاقتصادي، كما تحتفي بالنماذج التي يمثلونها لإلهام المسؤولين الحكوميين من أجل تعزيز الابتكار.
معايير دقيقة
وقد تبنّت جائزة أفضل وزير في العالم في دورتها السابعة معايير عدة، ركزت على المشروعات والمبادرات الناجحة القابلة للتطوير، التي تؤثر بشكل إيجابي في المجتمعات، وتُظهر التميز في المرونة الحكومية، والجاهزية، والابتكار، وقدرات الاستشراف المستقبلي، إلى جانب الالتزام بتعزيز الحوكمة والشفافية لتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات.
وخضعت عملية تقييم واختيار الفائز بجائزة أفضل وزير في العالم لآلية ترشيح متعددة الأبعاد، تتضمن تحليلاً على المستويين الكلّي والجزئي، لتحديد الوزراء الذين قدموا إسهامات قيّمة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وقد اختيرت الدول المرشحة للجائزة من قائمة الدول التي تحتل المراتب الأولى في أربعة مؤشرات عالمية اجتماعية واقتصادية، هي: مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، ومؤشرات الحوكمة العالمية، ومؤشر التنمية البشرية، ومؤشر السعادة.
بينما خضع الوزراء المرشحون لعملية تقييم شفافة ودقيقة، حيث تم التحقق من مسيرة جميع الوزراء، ثم تقييم مبادرات كل وزير وإسهاماته. وضمت لجنة التحكيم مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى إضافة إلى قادة أهم الشركات العالمية. وتبنّت اللجنة معايير تحكيم أساسية توزعت على: 40% للتجديد والابتكار، و25% للتأثير والشمولية، و20% للاستمرارية والجدوى، و15% للعرض التقديمي.
6 وزراء
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات شهدت منذ إطلاق جائزة أفضل وزير في العالم في العام 2016، منح الجائزة لستة وزراء من أربع قارات. وقد فاز بالجائزة في دورتها السادسة معالي د.ديفيد موينينا سينجيه، وزير التعليم الأساسي والثانوي في جمهورية سيراليون، وهو أول من يتولى منصب “مسؤول الابتكار الأول” في سيراليون. وقد نجح الوزير في تطوير وتطبيق خطة طوارئ خلال جائحة “كوفيد – 19″، لتوفير الدعم النفسي والتربوي لأكثر من ألف طالب وطالبة من أصحاب الهمم، وتزويد أكثر من 6 آلاف طالب في المناطق النائية بالأدوات التكنولوجية الداعمة للتعلم عن بعد، كما عمل على إطلاق أكبر صندوق من نوعه عالمياً لدعم مخرجات التعليم، للوصول إلى 134 ألف طالب وطالبة في 325 مدرسة.
أما النسخة الخامسة الاستثنائية، التي خُصّصت لتكريم الشخصيات القيادية التي حققت إنجازات متميزة تخدم الإنسانية، في مواجهة التحديات العالمية الصعبة التي تسببت بها جائحة “كوفيد – 19″، ففازت بها معالي أزوسينا أربليتشي، وزيرة الاقتصاد والمالية في أوروغواي، لدورها الملهم في قيادة بلادها لمواجهة التحديات المرتبطة بالجائحة، وتمكّنها من إدارة اقتصاد أوروغواي لتحقيق التعافي في العام 2021.
وفي النسخة الرابعة للجائزة التي نُظّمت في العام 2019، فاز معالي فيروز الدين فيروز، وزير الصحة في جمهورية أفغانستان، بالجائزة؛ تقديراً لنجاحه بالإشراف على مبادرة تلقيح 9.5 مليون طفل ضد شلل الأطفال، وإنشاء قاعدة بيانات صحية، والنجاح بزيادة معدل الأعمار عند الولادة بمقدار 7 سنوات، وانخفاض معدل وفيات الأطفال تحت سن خمس سنوات بنسبة 44%، وتراجع معدل وفيات الأمهات بنسبة 19%.
وفازت معالي سيري مولياني أندراواتي، وزيرة المالية في إندونيسيا، بجائزة أفضل وزير في العالم في دورتها الثالثة في العام 2018، بعد أن نجحت في تخفيف معدلات الفقر في إندونيسيا، وتضييق الفجوة في الدخل على مستوى الأفراد، وتحفيز الأعمال الحرة والمشروعات الناشئة وزيادة فرص العمل، ما أدى إلى خفض ديون بلادها بمعدل النصف.
أما في الدورة الثانية للجائزة، ففازت بها معالي أوا ماري كول سيك، وزيرة الصحة في جمهورية السنغال، لدورها المحوري في التصدي لاتساع رقعة انتشار مرض “إيبولا”، من خلال استراتيجية وطنية لحماية المجتمع السنغالي من تأثيراته المدمرة،
وكان أول وزير يفوز بالجائزة في دورتها الأولى التي انطلقت في العام 2016، معالي غريغ هانت، وزير البيئة القائم بأعمال وزير المدن والبيئة العمرانية في أستراليا، وجاء اختياره لجهوده المميزة في مجال خفض الانبعاثات الكربونية في أستراليا، عبر مجموعة من المبادرات والبرامج الوطنية المبتكرة.
يذكر أن تكريم المبادرات المبتكرة، التي أسهمت في إحداث تأثير إيجابي يلامس حياة الأفراد، يمثل محوراً أساسياً ضمن أهداف مؤسسة القمة العالمية للحكومات، التي أطلقت في العام 2016 جائزة أفضل وزير في العالم، بهدف الاحتفاء بأفضل الإنجازات وأكثرها تأثيراً في الجوانب المجتمعية والاقتصادية في الحكومات.وام
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.