حوار الحضارات استحقاق عالمي

الإفتتاحية

حوار الحضارات استحقاق عالمي

تؤكد دولة الإمارات انطلاقاً من الرؤية المستنيرة لقيادتها الرشيدة أهمية الانفتاح بين مختلف الحضارات وضرورة إقامة علاقات بناءة تعود بالخير والنفع على مختلف الشعوب وأهمية التنسيق والعمل الجماعي لتنعم الأجيال بعالم أكثر استقراراً وتعايشاً وسلاماً، ومثل هذه المستهدفات الطموحة والكبرى تحتاج إلى ركائز ومسلمات يتم الاستناد إليها لتعزيز التقارب واحترام وقبول التعدد والتنوع بمختلف أشكاله، ولتحقيق ذلك يبقى الحوار وتقريب وجهات النظر والتفاهم ونبذ الخلافات وإضفاء روح الأمل وترسيخ القيم وثقافة التسامح والتعايش انطلاقاً من كون الجميع يمثلون “أسرة إنسانية واحدة” الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله الوصول إلى بر الأمان، لذلك تعمل الإمارات على إقران مواقفها ودعواتها بالمبادرات النوعية التي تختصر المسافات وتوحد كافة الرؤى ومنها “المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح” الذي افتتح فعالياته معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وانطلقت أعماله في أبوظبي عاصمة المحبة والسلام بمشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة وحضور 100 منظمة عالمية وأكثر من 5 آلاف مشارك وعشرات المتحدثين من العلماء والخبراء والمفكرين والمؤثرين، الذين توافدوا من مختلف أنحاء العالم للتزود بالأمل والعزيمة وتبادل الخبرات والأفكار واستعراض أفضل التجارب والنماذج التي تدعم كافة الجهود الساعية لعالم تسوده قيم التعايش والانفتاح، وهو محفل يعكس فاعلية وتأثير دور الإمارات ويبين مكانتها كرائدة للسلام والتسامح.
“المؤتمر” الذي يعقد تحت شعار “تجسير الحضارات ورعاية التنوع” يكتسب أهمية مضاعفة لكونه يأتي في وقت أشد ما يحتاج العالم الغارق بالأزمات والصراعات والانقسامات إلى كل صوت مدرك لخطورة الوضع الدولي، ويبين ضرورة الخروج من مفهوم “صراع الحضارات” الذي طالما سبب الويلات وهدد الاستقرار والأمن والسلام في العالم.. والاستعانة عنه بتوجه مختلف تماماً يعكس قمة التحضر والمسؤولية الواجبة وهو “حوار الحضارات”، لأنه حصن البشرية في مواجهة التفرقة والعنصرية والتمييز وجميع أشكال التطرف، ومن هنا فإن الحوار وإنجاز تفاهمات وحلول علمية وعملية تُغلِب مسارات السلام والاحترام والروابط الإنسانية النبيلة يجب أن يكون الهدف الذي يتشارك الجميع العمل لتحقيقه، فإقامة مجتمع عالمي ينعم بالسلام يشكل استثماراً حقيقياً في حاضر ومستقبل كافة الأمم فضلاً عما يوفره ذلك من منصة لتجاوز الكثير من التحديات، ولذلك فالحوارات الفكرية هي الرافعة نحو عالم أفضل يواكب تطلعات الجميع.
تثبت دولة الإمارات بفعل توجهاتها ونموذج مجتمعها المتعدد “أكثر من 200 جنسية” وما يقدمه من صورة رائدة للتعايش، وبكل ما تمثله القيم فيها من مناهج حياة وأساس لعلاقاتها أنها منارة العالم في التآخي الإنساني ومصدر الأمل والإلهام لما تحوزه من ثقة في دورها وجهودها، والحرص على التواجد والاستفادة من الفعاليات التي تنظمها لخير جميع الدول.


تعليقات الموقع