مبادرات واعدة وقواعد تجارية عالمية
على غرار كل حدث عالمي يكون برعاية ودعم الإمارات، فإن الوصول إلى نتائج تحقق المنافع الجماعية يحضر بقوة بفعل مبادراتها ودورها في تعزيز التعاون والتفاهم والتوافقات البناءة، ومنها ما يشهده المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي تحتضنه أبوظبي، وتخلله إطلاق الإمارات مبادرة “التجارة والاستدامة والذكاء الاصطناعي” لإعادة صياغة مستقبل التجارة، عبر “الجمع بين القوة التحويلية للتكنولوجيا واستدامة وشمولية التجارة العالمية”، وذلك ضمن فعاليات منتدى تكنولوجيا التجارة للاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي المتطور بسرعة في سلاسل التوريد لتعزيز مساهمة التجارة العالمية في المعركة ضد التغير المناخي.. وكذلك ما شهده “المؤتمر” من نجاح كبير يتمثل بالإعلان عن دخول مجموعة من قواعد “تنظيم الخدمات المحلية” حيز التنفيذ لعدد كبير من أعضاء المنظمة “72 حكومة تمثل 92.5% من تجارة الخدمات العالمية” بتنفيذ الضوابط الجديدة، وبكل ما يشكله من رافعة لجهود تسهيل تجارة الخدمات إذ أن التقدم المنجز سيكون له دور حاسم في تقليل الروتين وتبسيط اللوائح والإجراءات وتعزيز الشفافية في قطاع يتسم بأنه الأسرع نمواً في الاقتصاد العالمي مع تزايد الحاجة له وعبر حجمه النوعي إذ تشكل “الخدمات” ما يقرب من نصف التجارة العالمية، وبالتالي فإن التقدم المنجز سوف يضمن تقليل الحواجز المتعلقة بالترخيص ووضع لوائح واضحة ودقيقة يمكن الوصول إليها من قبل الجميع.
التوافق والالتزام أساس نجاح الجهود الداعمة للتنمية والتطوير وتحقيق الأفضل لكافة الشعوب، ومن هنا فإن الضوابط التي تم إقرارها وأصبحت جزءاً من التزامات منظمة التجارة العالمية، سوف تحقق الكثير من النتائج خاصة أن تجارة الخدمات تعتبر ركيزة للازدهار المستقبلي وفق ما تم تأكيده خلال الإعلان عنها، فضلاً عن أنها تعكس حجم الجهود المبذولة من قبل الدول المشاركة بصياغتها وإقرارها لدمج “اللائحة” في أنظمتها الوطنية تأكيداً لأهمية تجارة الخدمات على مستوى اقتصادات تلك الدول لكونها “أكبر مصدر للناتج وتشغيل العمالة وأصبحت في السنوات الأخيرة المحرك الأكبر للنمو التجاري”، وهي تبين أهمية التفاهمات الدولية والمباحثات التي يجب أن يقوم بها صناع القرار والمسؤولون الذين يدركون أن كل تعاون وتنسيق يجب أن يحظى بكل الاهتمام على المستوى الدولي فالتحديات واحدة والآمال والتطلعات بتحقيق نتائج أفضل بالمثل، وكل مسعى يقوم على التشارك سوف يكون كفيلاً بإحداث التغيير المنشود لخير الشعوب، فضلاً عن كون اللائحة الجديدة تشكل داعماً ومحفزاً لمجتمع الأعمال وتوفر فائضاً مادياً يمكن استخدامه في مجالات متعددة.
مبادرات واعدة وإنجاز جديد في المؤتمر لتعزيز دور منظمة التجارة العالمية ترى النور من الإمارات التي أصبحت وجهة المجتمع الدولي لإتمام التوافقات البناءة وكل ما يرفد التطلعات بالتنمية والتقدم وللاستفادة من رؤيتها ولتعزيز الشراكات والتعاون معها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.