حماية وإغاثة المدنيين

الإفتتاحية

حماية وإغاثة المدنيين

تغليب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتعزيز الجهود لإيجاد حلول جذرية لكافة الأزمات والتحديات، وتبيان الأهمية القصوى لتفعيل التعاون الدولي والعمل التشاركي الهادف نهج راسخ يميز مواقف دولة الإمارات وما تتسم به من دقة وحكمة، وهو ما يعكسه تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال الاتصال الهاتفي مع معالي أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، والذي تم خلاله بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومستجدات الشرق الأوسط وأزمة غزة، مبيناً سموه “حرص دولة الإمارات على التعاون مع مختلف الأطراف لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه سكان القطاع والذي يتطلب التحرك العاجل والجماعي للتعامل معه”، ومشدداً على “أهمية العمل لوقف إطلاق النار وتجنب توسع الصراع في المنطقة والدفع في اتجاه إيجاد طريق للسلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين”، وهو ما أكده سموه كذلك خلال الاتصال مع فخامة نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص، الذي شمل بحث التعاون والمبادرة التي أعلنتها الإمارات وقبرص والمفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بشأن تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية الإضافية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة والبناء على مبادرة “أمالثيا” التي كانت قد أعلنتها قيادة قبرص مؤخراً والتي تحدد آلية شحن المساعدات بصورة آمنة من قبرص إلى غزة عبر البحر بالتعاون مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، ومشدداً سموه على “ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة ومباشرة براً وبحراً وجواً لنقل المساعدات الإغاثية إلى القطاع دون عوائق وتيسير الآليات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لهذه الممرات وتمكين المنظمات الإنسانية من القيام بمسؤولياتها بما يضمن عدم تفاقم المعاناة التي يشهدها سكان القطاع”.
المواقف النبيلة تتشاركها الإمارات مع جميع الدول الداعمة لحقن الدماء وتحقيق السلام وإنهاء النزاعات، والحريصة على حماية المدنيين وإغاثتهم، وهو ما تعبر عنه من خلال عملها على دعم كل مسعى متعدد الأطراف لصالح الأشقاء الفلسطينيين.. وذلك في الوقت الذي تعزز فيه استجابتها الإنسانية عبر عملية “الفارس الشهم3” لتأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية والاحتياجات الضرورية العاجلة، وهي جهود تحظى باحترام وتقدير العالم الذي يؤكد ثقته بفاعلية وأهمية ما تقوم به وتدعو إليه، وخاصة لكونها تستهدف التخفيف من معاناة أكثر من مليوني إنسان في غزة جراء الحرب الدائرة التي تسببت بوقوع مآس ودمار هائل في الأبنية والبنية التحتية وانهيار قطاعات رئيسية، ولذلك فإن المجتمع الدولي معني بأن يقوم بدوره المطلوب انطلاقاً من مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والقانونية الواجبة وأن يفعل كافة الجهود لإنهاء الكارثة وتأمين ممرات إنسانية تضمن وصول الاحتياجات إلى مستحقيها بأسرع وقت.


تعليقات الموقع