تُعدُّ الإمارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة الإنسانية لإنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم

حتمية تعزيز العمل الإنساني عالمياً

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

 

اتجاهات مستقبلية

 

حتمية تعزيز العمل الإنساني عالمياً

 

 

 

 

 

 

العمل الإنساني العالمي لا توقيت ولا مكان له؛ فالبذلُ والخير والعطاء الإنساني كلها يجب أن يتَّسم بالديمومة، أي في كل الأوقات، والشمول بما يغطي كل أرجاء المعمورة. ومع أن الأمم المتحدة حددت 19 أغسطس يومًا عالميًّا للعمل الإنساني، إلا أن الواقع الإنساني الراهن يؤكد حتمية عدم تقيُّد أفراد الأسرة الدولية بيوم محدد للعطاء أو عمل الخير، وخاصة في ظل تزايد الأزمات الإنسانية وطول أمدها، والمناشدات المتكررة من الجهات الدولية الفاعلة في مجال العمل الإنساني لمزيد من الاحتياجات لإغاثة وإنقاذ الملايين من البشر، الذين يعانون وطأة الحاجة وشدة العوز؛ نتيجة قسوة الحروب والنزاعات أو الظروف البيئية الكارثية، التي تشهدها بعض مناطق في العالم، ولم تشهد لها البشرية مثيلًا من قبل.

وفي ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها بعض الدول الآن، أعلنت الأمم المتحدة أن معدَّل الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية يبلغ شخصًا واحدًا من أصل كل 33 شخصًا حول العالم، وأنها تهدف إلى مساعدة حوالي 160 مليون شخص في أمسِّ الحاجة إلى المساعدة في 56 دولة، وأن ذلك الأمر يتطلب حوالي 35 مليار دولار أمريكي على وجه السرعة.

وهنا، يمكننا الإشارة إلى عدة عوامل أدت إلى تعاظم ضرورة تزايد العمل الإنساني عالميًّا وحتمِيَّته؛ من بينها تدهور الوضع الاقتصادي، وتراجع معدلات التنمية عالميًّا، وزيادة عدد الأزمات والصراعات الدولية، والحروب الأهلية؛ الأمر الذي أدى إلى مزيد من الكوارث الإنسانية، ونزوح الملايين من البشر، وتفاقم أزمة اللاجئين، فضلًا عن تصاعد وتيرة الجوع الناتج عن التغيرات المناخية، والأزمات والكوارث الطبيعة، التي أدت إلى تفشي الأمراض والأوبئة والجوائح.

وإيمانًا من دولة الإمارات بدورها الرائد، وبمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني، والذكرى العشرين لرحيل الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، رمز الخير والعطاء والإنسانية، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، عن مبادرة “إرث زايد الإنساني” بقيمة 20 مليار درهم، وذلك سيرًا على نهج الأب المؤسِّس، واستلهامًا لقيمه في دعم كل ما ينفع الناس ويخفف معاناتهم ويغير حياتهم إلى الأفضل.

وتأتي هذه المبادرة الكريمة في ظل ظروف استثنائية ومعقَّدة يشهدها العالم الآن، حيث بات العمل الإنساني أمرًا حيويًّا أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات التي تفرضها الأزمات العالمية.

وفي الواقع، تجسد المبادرة الرؤية الإنسانية الشاملة التي تتبناها دولة الإمارات، حيث تسعى الدولة إلى تحقيق التنمية المستدامة، والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للشعوب الأكثر حاجة في مختلف أنحاء العالم.

وتعد مبادرة “إرث زايد الإنساني” محطة جديدة ضمن مسيرة مُلهِمة من العطاء، تتميز بها دولة الإمارات، وتأكيدًا للالتزام المتجدد لدولة الإمارات بمعالجة الأزمات الإنسانية العالمية، وترسيخًا لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بأن عظمة الإنسان في العطاء ومساعدة الآخرين. وتعد المبادرة أيضًا تجسيدًا لاستراتيجية “الأخوة الإنسانية” التي تنتهجها دولة الإمارات، وتضع في أولوياتها “الإنسان أولًا” بغض النظر عن الجغرافيا أو العِرق أو الدين. وبلغة الأرقام، فقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الدولة أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة من مختلف قارات العالم، حيث تُعدُّ الإمارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة الإنسانية؛ لإنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.

وأخيرًا، يمكننا القول إن العالم الآن في أمَسِّ الحاجة إلى أن يتخذ من مبادرة “إرث زايد الإنساني” نبراسًا ونموذجاً من أجل العمل معًا؛ لتعزيز التعاون الإنساني الإنمائي، وبناء عمليات السلام للحدِّ من شدة الاحتياجات الإنسانية، وإنقاذ ملايين البشر.

 


تعليقات الموقع